الحرب الناعمة وخطرها على العراق /1

علي الزبيدي ||   يتعرض العراق منذ حوالي العشرين سنة لحرب ظالمة وغاشمة جندت لها اسلحة غير تقليدية من منظمات سرية   وتمت الحرب بعد انتها دور الجيش الامريكي بعديد قوات يصل الى ال(120) الف مقاتل مدرب . ومما يزيد في خطورتها انها غير معلومة لمعظم ابناء وطننا العزيز لان من يقودها نخبة من صناع الحروب غير التقليدية في المنطقة عموما والعراق بشكل خاص ومركز على فئة من الشعب يعيش في بقعة جغرافية من اغنى مناطق العالم بالثروات الطبيعية النفطية وغيرها . بعد دخول القوات الغازيةالى العراق ورغم كل مخططاته وقوته العسكرية، الا ان العراقيين لم يجدوا في القوات الاميركية ومن رافقها سوى ( قوات غازية ) فتشكلت فصائل المقاومة  من جنوب العراق ووسطه وحتى غربه وشرقه  اما شمال العراق فكان المكون الكردي مرحبا بالقوات الاميركية ومن تحالف معها اكثر مما رحب بها ابناء الوسط والجنوب لمعرفتهم المسبقة. بالقوات الغربية منذ مطلع القرن التاسع عشر  عندما انتصرت بريطانيا على الدولة العثمانية  واحتلت العراق انذاك   . لما لحق الكرد من ظلم وقتل من النظام السابق ففضل الاحتلال الامريكى على اي نطام عامل الكرد بالحديد والنار وحتى استعمل اسلحة كيميائية محرمة دوليا لضرب المتمردين على الحكم الدكتاتوري  البعثي وهو نفس السبب الذي جعل الشيعة  يقبلون على مضض بدخول  امريكا للخلاص من نظام البعث الدكتاتوري        انذاك . وبدأ الصراع والمعارك على اشدها ليجد الاميركان انفسهم عام 2011 قد خسروا النخب من قوات المارينز  من مقاتليهم وانهم دخلوا في اتون حرب صعبة ومعقدة لم يحسبوا لها حسابا  وقد بلغ عدد قتلاهم (حسب بياناتهم ) خمسة الاف قتيل وثمانية الاف جريح ومعوق ونعتقد انهم خسروا ضعف ذلك. بعدها اضطروا ان يعقدوا الاتفاقية الامنية والاستراتيجية مع الحكومة العراقية انذاك برئاسة المالكي  وان يغادروا العراق مهزومين فارين، ويصبح يوم جلائهم عيدا وطنيا. الولايات المتحدة  اقرت بفشلها وفشل مشروعها الاستعماري في العراق،  حيث اوحت من خلال قنواتها الاعلامية والدعائية الى العراقيين انها جائت لبناء العراق واعمار مدنه التي تضررت من سياسات النظام القمعي الدكتاتوري  بالاضافة للقصف الامريكي. وشكلت صندوق اعمار العراق الذي لم يعمر شيئا في العراق وسرقت جميع الاموال التي رصدت له والتي تقدر بملايين الدولارات ولانعلم الى اين ذهبت . بعد خروج قواتها وهي التي خططت لنهب احتياطه النفطي الذي يعتبر الاول عالميا، فاستمرت في التركيز على (الحرب الناعمة ) حيث عمدت الى : 1- اعتماد عملية سياسية فاشلة في البلد ضمن المباديء الطائفية والعرقية حيث اعتمدت على تقسيم العراق الى ثلاث مكونات وهو تقسيم ظالم حيث ساوت امريكا بين الاغلبية والاقلية على حساب شيعة العراق طبعا هم الاغلبية في العديد من الدراسات الدولية. وحينها قبل شيعة العراق بهذه التقسيمات على المزاجية الامريكيه التي تجهل حقيقة المجتمع العراقي مع كل الدراسات التي تعتمد عليها من مصادرها الاستخباراتية والاستراتيجية . 2- تسويق شخصيات سياسية لم تكون بالمستوى المطلوب لادارة العراق  استطاعوا من خلالهم  فقدان الانسان العراقي ثقته باي شخصية عراقية، فقد استشرى الفساد الاداري والمالي  لعدم وجود قانون صارم يحاسب السارق والمرتشي فأماتوا التنمية في البلد وعطلوا المشاريع وزرعوا اليأس في أي حالة تغيير.مستقبلي نحو الاحسن ، 3- نشر روح الاحباط والانكسار في نفوس العراقيين من خلال التركيز على الوجه المظلم من الحياة،  وذلك عبر ساعات طويلة من البث حتى بات المواطن العراقي  يعتقد أن كل مفردات وطنه فاقدة لمعانيها وطاقتها، فلم يعد يرى في نهر دجلة سوى حفرة تبعث على القرف وفي مدنه سوى خرائب تسكنها البوم والغربان ولذا فضل كثيرون الهروب من البلد بعد  أن شعروا بالاختناق والرعب والمصير المجهول  من ضعف الفرص وانعدامها في الحياة الحرة الكريمة  وفضلوا الموت غرقا في البحار من ان يعيشوا في بلدهم رغم التغني بحب الوطن  . 4~لكن عام 2013 شهد بلورة الصياغات الفعلية لحروب الجيل الخامس على يد مجاميع من المفكرين العسكريين والمهتمين بالأمن القومي ودبلوماسيين وضباط مخابرات وخبراء انترنت وتواصل اجتماعي اضافة الى علماء النفس وعلماء الاجتماع على اثر احداث الحادي عشر من أيلول 2001، مستندة على ضرورة إدخال تغييرات عن الصورة المألوفة للحروب باعتماد تكنولوجيا المعلومات في اطار سمي (المعهد التعليمي لحروب الجيل الخامس).    لذا وصفه الكاتب الامريكي جون روب في مؤلفه عن حروب الجيل الخامس: أنها حرب أفكار، انها تطلق دوامة من العنف وتزداد بأسلوب التدمير الفجائي لقوى الخصم معنويا ونفسيا بإطلاق عملية من شأنها إشاعة الاحباط لدى الخصم، وأن ميدانها الفضاء الالكتروني)(12). ______ للحديث بقية