مازن الولائي ||
عند النظر من خلال ربوة هذا الزمان الذي يبتعد عن أيام الثورة ٤٣ عام من الاختبارات الكثيرة والمعقدة ونحن نشاهد مفارقة إختيار الخُميني لثورته المباركة جغرافيا إيران وشعبها، الشعب الذي وقف بكله مع الإمام روح الله ومع مشروعه الثوري الذي نهج به نهج العترة المطهرة عليهم السلام، بل ولم يستخدم أي نوع من أنواع التضليل، والكذب السياسي، أو نفاقه المباح عند الكثير ممن عملوا في عالم السياسة الذي يلبس رداء فن الممكن البالي! الممكن الذي يقفز حتى على الشريعة المحرم القفز عليها، ولم يعطيه حجم الإنتصار الباهر والنوعي فرصة قضم الثوار ومصادرة جهودهم تحت عناوين شتى كلها تصلح للإستفادة الشخصية من الثورة والجلوس على عرش فوائدها، لكن لأنه من زمن مختلف، ومن فكر مختلف، ونهج مختلف، وتطبيق شريعة مختلف، بل وشعب مختلف جدا عن حتى شعوب بني الجلدة ومن يلتقون معه على ضفاف وأحد.
لأجل ذلك لم تكن التجربة مستنسخة، أو يمكن استنساخها في مثل العراق لاختلاف كبير في الوعي المجتمعي والتمسك الواقعي بمنهج الثورية القاضي والهادف إلى جعل الشريعة أميرة على المؤسسات بدل كل القوانين الوضعية التي تعتاش عليها شخوص، وعوائل، واعراق مختلفة في الفكر، بل وبعضها حد الرفض القطعي لمثل ما يفكر به روح الله الخميني العظيم، بل ومن أوساط ليست بعيدة شعاراتها عن الشعارات الخمينية، لكن الفرق في اليقين والاعتقاد بالشعار!
ومن هنا يقول روح الله الخميني العزيز في الشعب الإيراني ( إنني أدعي بجرأة أن شعب إيران - بجماهيره المليونية - في العصر الحاضر هو أفضل من شعب الحجاز في عهد الرسول ص، وشعب الكوفة والعراق على عهد امير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهما ).
هذه الخصائص وغيرها الكثير ممن تميز به الشعب الذي أرتضى عبر انزه إنتخابات عرفها التاريخ وقف على تنظيمها رجالات تؤمن في الشريعة وتعرف الحلال والحرام وتطبقه تحت راية النائب عن المعصوم عجل لو ليك الفرج وهو الخُميني العزيز، ولا يستبعد هذا الاختبار يتناغم مع أختيار الرواية التي تقول ( ستخلو كوفة من المؤمنين ، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في جحرها ، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها قم ، وتصير معدنا للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى المخدرات في الحجال ، وذلك عند قرب ظهور قائمنا ، فيجعل الله قم وأهل قائمين مقام الحجة ، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في الأرض حجة ، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب ، فتتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد لم يبلغ إليه الدين والعلم ، ثم يظهر القائم عليه السلام ويصير سبباً لنقمة الله وسخطه على العباد ، لأن الله لا ينتقم من العباد ، إلا بعد إنكارهم حجة ).
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..
https://telegram.me/buratha