عبدالجبار الغراب ||
لتأسيس الدول وقيامها بالشكل السليم ولتحقيق كل أحلام وأماني الشعوب : هنالك العديد من المراحل الهامه التي ينبغي على السلطات الحاكمة التماشي فيها على عدة مستويات رفيعة في الاداء , حكيمة في إتخاذ الإجراءات السليمة , فاهمة لجميع المتطلبات الأساسية , تمتلك روح الولاء للوطن , ناظرة للإحتباجات السكانية حقوق لتوفيرها في كافة المجالات المختلفة التي يكون لها عامل بناء ورفعه للوطن وللأفراد , ومن هنا تتوافر مداميك البناء والحماية اذا كان للقرار حرية في الأتخاذ والسيطرة الكامله علۍ كل الاراضي البلاد والتحكم بالثروات وتوزيعها بالعداله بين سائر مكونات الشعب.
هكذا مرت جميع الدول العربية والاسلامية ومنذ قيامها سواء قديمآ أو حديثآ بمراحل مختلفة من انواع التبعيه الكاملة لمحاور عديدة في الولاء والإنصياع والخضوع , فبعضها كان يتبع المحور الشرقي , والآخرى تتبع المحور الغربي والأمريكي , وهذا ما كان له تأثيره الكبير في رسم سياساتها والتحكم في قرارها , فلا كان لها إنفراد صحيح في إتخاذها للقرار وكانت السيادة تحت سيطرة الشرق او الغرب والأمريكان وبما يناسب تحقيق مخطط الصهيونية العالمية في التوغل والتوسع والانتشار فتعددت الاساليب والوسائل والأشكال حتۍ او في ما سمي بالاستقلال فكان للوصاية والانتداب وفرض ما اسموها الحماية وقوعها والۍ الان في عديد الدول العربية , وهذا ما جعل منا العرب في أخر سلم التقدم و التطورات التي حدثت في العالم وما خرج عن سيطرتهم اعدوا له العتاد واقاموا عليه مختلف الوسائل واختلقوا الاسباب لضربه عسكريا او فرض عليه مختلف العقوبات لتاخير التقدم والنهوض والتطور المشروع كما هو حادثا في اليمن والحرب العبثية من قبل الامريكان والسعودية والعقوبات الظالمة والأكاذيب الأمريكية الغربية المفتعلة علۍ جمهورية إيران الإسلامية لإنتاجها لسلاح نووي وهي لأهداف تأخير التقدم والنهوض ومواكبة التطور المشروع للشعب الإيراني العظيم.
وللعلم والادراك الصحيح ومن نواحي عديدة وكثيرة وللمشاهدة والمتابعة والتوضيح إنه كان لمواكبة كل التطورات السريعة , والتقدم الصناعي والتفوق التكنولوجي والعسكري الذي حدث في العالم ولدول بعينها كان بفعل اسباب اهمها امتلاك القرار والتفرد به والتحكم في قراراتها , والتي وضعت سياساتها الأصلاحية بنفسها دون تدخل دول او مشاركة اخرۍ معها , وكانت السيادة والإستقلال أهم معالم التطور والتفوق والنجاح , فتم وضع الخطط ورسم الخرائط للبناء وتشيد المعالم والطرق الواضحة للعلم والنهضة والحماية , بل كان لتوظيف مختلف القدرات والإمكانيات الموجودة لها والتي سخرتها من أجل التقدم والتطور لشعوبها ولنهضة أوطانها , وبالتالي كان لها حمايتها من كل العوائق التي يمكن حدوثها.
فنحن اليمنيون لم نمتلك القرار الذي كان مرتهن بأيادي دول خارجية ومنها السعودية و التي كانت لها كل التحركات والتدخلات في القرار اليمني , بل كانت لأطماعها نصيب في أراضي البلاد وهنا عندما أحست السعودية بخطر الضياع بوجودها السابق في اليمن بفعل ما كان لها من ولاءات قبليه تعطيهم المرتبات الخيالية , وإرتباطها بقيادات الدولة السابقة , كان لها تصرفها بكامل الأمور في قرارات كل اليمنيون , هنا اعدت عدتها الخبيثة وجهزت مخططاتها مع الامريكان لتدمير شعب اليمن والإيمان.
فبروز وظهور جماعه يمنية عاشت وقائع مريرة بفعل مؤامرات السعودية عليها : هذه الجماعة تمثلت بأنصار الله إيمانية وطنية , عقيدتها بالله, وإرتبطت بهدى الله ومعرفته , لها يقين رباني بإحقاق حقوق اليمنيون, ونصرة المستصعفين , وإرجاع الحقوق المنهوبة , والقرارات المسلوبة ارهبت بظهورهم الايماني العربي الاسلامي الأمريكان والصهاينة والسعودية.
فالعدوان السعودي الأمريكي على اليمن ولثمانية أعوام ومازال والۍ الآن , كان لليمنيون فيها محطات كثيره توالت في الصعود , وعززت من بروزها والظهور وفي كافة المجالات والأصعدة , تفوق فيها اليمنيون وهم في حالة حرب وحصار , فكان للبناء والحماية فخرها في السيادة وأمتلاك القرار اليمني , الذي سطره المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية اليمنية من خلال الصناعات المتطورة في كافة المجالات العسكرية , وما الطائرات المسيرة والصورايخ البالستيه الا نموذج لقوة الامتلاك للسياده والقرار , والأتخاذ الصحيح والسليم في التصرفات التي من وراءها يكون لعظمة الدوله وجودها القوي في كافة المحافل الدولية المختلفة , ليبرز لرجال الدوله في صنعاء من واقع الارض ومعطياتها مكانتهم خارجيا وكلمتهم المسموعه عالميا , بعكس الخونة والمرتزقة الادوات لأمريكا والإمارات والسعودية , فالخطاب والرسائل والحديث ووضع المخارج والحلول وتقديم المبادرات كلها مع من امتلك القرار وناضل في جعل السيادة كلها لشعب اليمن والإيمان هم من وقفوا لثمانية اعوام وما زالوا مستمرين في مواجهتم لتحالف العدوان حتۍ تحقيق الاستعادة لكل شبر ما زال تحت أيادي الاحتلال.
فالأيادي اليمنية كانت لنضالتها عناوينها الواضحة التي رسمت من خلالها طريق هام لعودة القرار المنهوب منذ عقود من الزمان من قبل قوۍ الشر والهيمنة والغطرسة والإستكبار العالمي الأمريكان وبني سعود فقد وضعوا اليمن واهلها العزيز تحت نفوذهم ناهبين للثروات مستغلين لها , فكان لتضحيات اليمنيون وصمودهم الاسطوري طريقها في هز عروش الطغيان والتي بنت وحمت الوطن ودافعت وانتصرت فأستلهمت كل مقومات النجاح من عظمة رئيسها الشهيد الصماد والذي أسس اللبنات الأولۍ لمراحل البناء والحماية لتتواصل مسيرة الإستجابة في تحقيقها للكفاح والصمود في مواجهة العدوان , فكان للبناء طريق لتشيد الدوله , ورسم ملامحها من خلال الرؤية الوطنية , وكان للحماية أمجاد ومدارس لصناعة جيش ولجان شعبية لليمنيون للدفاع فكانت لهم العزة والكرامة لدحر العدوان وتحقيق كامل أروع الأنتصارات , وما القادم السريع الا فاصلة لمحو كافة آثار لبواقي دول تحالف العدوان من خلتل تطهير كامل أراضي الجنوب من كل الغزاة والمحتلين ولإعلان لإختتام مسيرة نضال وتضحية وفداء للانفراد الكامل والتام بالقرار اليمني وجعل كل البلاد تحت سيادة أهلها العظماء.
والعاقبة للمتقين.
https://telegram.me/buratha