نعيم الهاشمي الخفاجي ||
من ناحية المبدأ عمل وساطات لحل النزاعات والمشاكل الداخلية والاقليمية والدولية عمل ممتاز مفيد لجميع الجنس البشري، لكن هناك دول كبرى ليس من مصلحتها أن يعم الأمن والسلام، لأن وجود السلام يعني نهاية اطماع الدول الكبرى الاستعمارية، في الصراعات الداخلية مهما يتقاتل شركاء الوطن فيما بينهم في نهاية المطاف يتوصل أمراء الحرب إلى اتفاق سلام.
كل الحروب التي وقعت كانت بدعم دول كبرى لتحقيق مصالح وتنفيذ مشاريع، الصراعات المباشرة مابين جيوش الدول العظمى انتهت بدخول السلاح النووي، بقيت حروب بالوكالة تستهدف دول معينة من خلال دعم معارضات وعصابات إرهابية مجرمة في اسم كذبة كبرى اسمها نشر الديمقراطية والحرية ولنا بقضية تسليم الشعب الأفغاني لحركة طالبان التكفيرية الظلامية بمنظر مقزز ومؤلم كشف حقيقة انعدام الضمير الانساني والاخلاقي.
ماحدث في أوكرانيا هو صراع مابين حلف الناتو مع روسيا من خلال الحرب الاوكرانية الروسية الدائرة الان، في عشية اندلاع الحرب مابين الروس والاوكران، مندوب الصين لدى الأمم المتحدة، قالها وبصراحة المستر تشانغ جون، إن مجلس الأمن يجب أن يتعامل مع الأزمة بشكل صحيح، وأضاف إذا مورست ضغوط، وفُرضت عقوبات بشكل أعمى، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من الضحايا والخسائر والأوضاع المعقدة والفوضوية، والصعوبات في تجسير الخلافات، في يوم الإعلان عن بدء المعارك مابين الروس والاوكران قالت الحكومة الصينية ومن خلال بيان رسمي إنها تشعر بقلق عميق، وإن الأمر وصل إلى نقطة «لا تريد الصين أن تراها».
مندوب الصين في مجلس الأمن تكلم بواقعية قال بشكل صريح إن القضية الأوكرانية ليست أمراً ظهر فجأة، ولم تحدث الحرب بين عشية وضحاها؛ لكنها نتيجة تفاعل عوامل مختلفة على مدى فترة طويلة، قد تعود إلى تاريخ انهيار الاتحاد السوفياتي.
وعبَّرت الصين مراراً عن أنها تؤيد وجود أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام، ولا يكون ذلك على حساب أمن الدول الأخرى، لأن الأمن الإقليمي ينبغي ألا يعتمد على تقوية أو توسيع الكتل العسكرية أو الأحلاف ذات البعد التهديدي، الصين بلد أمتار في رفد البشرية في الفلاسفة والحكماء، بل الفيلسوف سون واضع كتاب فن الحرب كتابه يدرس في غالبية كليات الحرب والأمن والمخابرات بغالبية دول العالم، وخاصة الدول الكبرى وليس دول الرجعية العربية، أو دول القومجية البعثية والناصرية والإخوانجية العربية.
قبل عدة أيام كتب تشن وي شينغ السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية، كتب مقال تحدث به عن«الإسلاموفوبيا» وشرح بشكل مفصل وقال إن هذه المفردة بدأ ظهورها لأول مرة في أوائل القرن العشرين، في الورقة التي نشرها الفرنسي آلان كويليان عام 1910 واستخدمها الكاتب لوصف «التحيز الشائع ضد الإسلام بين شعوب الحضارة الغربية والمسيحية».
وأضاف السفير الصيني القول( في الواقع، «الرهاب» من الإسلام والمسلمين موجود منذ فترة طويلة. فعلى مر التاريخ، من الحروب الصليبية في العصور الوسطى إلى الاستغلال الاستعماري للبلدان الإسلامية في العصر الحديث، وما تلاه بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) من حرق المصاحف الشريفة والمساجد، وإهانة الأنبياء... إنه التعصب غير العقلاني الذي شكّله الرهاب من الإسلام والمسلمين، الذي روجت له عقيدة تفوق الحضارة الغربية؛ حيث توسَّعَ ذلك الرهاب والخوف باستمرار، إلى أن أصبح مرضاً).
مقالة السفير الصيني لدى السعودية قرأها عشرات المرات بل وقمت في استنساخها ووضعتها في ملف لكي اجعلها مصدر مهم للاستفادة منها في كتابتي للمقالات السياسية اليومية، الأمة الصينية تواكب التغيرات المحيطة بها وفي العالم، أمة منتجة مغطاة ترفد البشرية بكل وسائل التطور الصناعي والمعلوماتي والأفكار في خدمة الإنسانية والبشرية،خلال العقدين الأخيرين من القرن الحادي والعشرين، أصبحت الصين دولة لها بصمات وتواقيع اقتصادية وتجارية وخدمية وعلمية وإلكترونية وعمرانية، لا تستطيع دولة أخرى أن تتفوق عليها.
اللاعب الصيني لاعب قوي في الحرب والسلام، وتلعب الصين دور مهم في ترسيح السلام بالعالم، وللصين دور مهم في إيقاف الحرب الدائرة في أوكرانيا مهما طالت الحرب، النظرة الصينية بالنسبة للعالم العربي، ترى الصين أن شعوب الشرق الأوسط هم سادة هذه المنطقة، وليسوا ابقار حلوبة مثل ما ماوصفهم الحلاب المستر ترامب، الرئيس الصيني اتصل يوم 16 يونيو (حزيران) حيث تناقلت الاخبار خبر اتصال الرئيس الصيني شي جينبينغ في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً، مؤكداً دعم بلاده للسيادة الروسية وأمنها. الكرملين أشار إلى أن الرئيسين اتفقا على توسيع التعاون في مجالات الطاقة والمال والصناعة والنقل ……الخ.
أن الصين تسعى جاهدة لتحقيق التنمية والازدهار والسلام في الشرق الأوسط، عبر اتفاقيات مع معظم دول المنطقة». وإحدى هذه الاتفاقيات كانت مع العراق في عهد رئيس الوزراء السابق الدكتور عادل عبد المهدي، في عام 2019 والآن بدأت عمليات بناء المدارس وقد رأيت ذلك في البدء بعمليات تعبيد الطرق وبناء بعض المدارس في محافظة واسط بنفسي ولم اسمع من أشخاص اخرين.
بالخاتم الدول العربية خارج التغطية ولم ولن يكون دور للدول العربية في لعب اي دور ايجابي في حل النزاعات العالمية، بل العرب وبالذات دول الرجعية العربية أدوات رخيصة لتمويل جروب الناتو الباردة والساخنة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
30/6/2022