نور الجبوري ||
احس رجل كبير بدنو اجله ,فجمع أولاده الثلاثة ليوصيهم بوصية تنفعهم في حياتهم , فأعطاهم حزمة من الحطب , وطلب من كل واحد منهم ان يكسرها بمفرده , فحاول كل واحد منهم ان يكسرها بمفرده , لكنه لم يستطع لشدة قوتها وصلابتها .
اخذ الاب الحزمة وبعثرها الى عيدان وأعطى كل واحد من أولاده عودا فكسره بسهولة .
فقال الاب لأولاده : انكم يا ابنائي مثل هذه الحزمة , اذا اتحدتم وكنتم يد واحدة فلن يستطيع احد ان يغلبكم مهما بلغت قوته . وان تفرقتم فسيصيبكم الضعف ويتمكن عدوكم منكم .
كلنا سمعنا هذه القصة يوما ما , وحاول البعض التدبر و اخذ الموعظة للاستفادة منها في حياته .
ولكن ومن مبدأ فرق تسد استخدم عدونا الشيطان الأكبر هذا الأسلوب للسيطرة علينا وتفرقتنا ,فمن المعروف ان الأغلبية في العراق هم الشيعة وبنسبة كبيرة جدا مقارنة مع الاخرين , حيث يشكل الشيعة نسبة اكثر من ثلثي مجموع الشعب العراقي .
ويعلمون جيدا ان الشيعة لو اجتمعوا تحت راية واحدة فلن يستطيع هزيمتهم اقوى جيوش العالم , ودليلنا ليس ببعيدآ فالتاريخ يسجل ان من أعاد العراق وحافظ على قدسيته بل وحافظ عليه كدولة هم الشيعة والذي يمثلهم الحشد الشعبي المقدس , الذي تمكن من هزيمة قوى الشر القادمة من كل دول العالم وبمساعدة اميركا والكيان الصهيوني بالإضافة الى( اخوة يوسف), فالجميع يذكر تصريح وزير الدفاع الأميركي بأن الحرب مع داعش ستسمر لمدة ثلاثون عاما ,لكن بالقوة العقائدية الشيعية التي تأسست حديثا (الحشد الشعبي ) انتهت الحرب بثلاث سنوات !
فعليه اصبح جليا للجميع ان العقيدة غلبت كل المسميات , واصبح من الضروري لأميركا وحلفائها السيطرة مجددا على القوة العسكرية في العراق وكذلك السيطرة على الشارع العراقي الذي اصبح داعما للحشد الشعبي خاصة بعد معارك التحرير .
من هنا باشرت اميركا وعملائها من الداخل وحتى الخارج ,بالمحاولات لتفكيك صف الشيعة بشتى الطرق ,مستغلةً سوء الخدمات التي هي سبب أساسي في فشل كل المحاولات لترميم الدمار في المناطق الشيعية .
وأيضا رأيناه في مظاهرات 2019 من استغلال للشباب بالأموال و بالأمور الأخرى ,لتحقيق مبتغاهم بضرب الحشد والطبقة السياسية الشيعية بالكامل ,في حين ان الجميع مشترك بالحكومات منذ 2003 الى يومنا هذا ,لكن التركيز كان على رئاسة الوزراء بإعتبارها حصة المكون الشيعي , وترك بقية المناصب مثل رئاسة البرلمان والجمهورية التي هي حصة الاخرين .
اذن الصورة أصبحت واضحة للقاصي والداني النية الاميركية لتدمير الصف الشيعي , و بناءً على ما تقدم صار لزاما علينا جميعا التكاتف ونبذ الخلافات لتفويت الفرصة على الطرف الاخر من السيطرة على مكونات الدولة وعودتنا لأيام الزمن المقبور , فهذا هو مبتغى (اخوة يوسف ) في كل ما فعلوه من 2003 الى هذا اليوم , يحاولون بكل الطرق الغير مشروعة رمي ( يوسف ) مرة أخرى في غياهب الجب والتسلط على الرقاب من جديد لكن ... يوسف عاد اقوى , والان هو سيد القوم وعزيز بلاد الرافدين !