مازن الولائي ||
في مرحلة ما، لم يكن للعقل المتشرع فيها قرار، ولم يكن قد تذوق ذلك القلب وتلك الروح حلاوة الطهر والنقاء، وقد يكون البعض منا لم تمر به لحظة من تربية تروي له ما معنى عيش العفاف؟ وكيف هي نشوة الترفع عن الذنوب والشهوات، واخبارنا على نحو مؤثر أن هناك ما هو أكثر جمال من جمال مؤقت قد يرتب له الإنسان بعد وقوعه بيد الشيطان والشهوات أسير، ترتيب وتحايل وسهر، ومغامرات لأيام أو اسابيع أو حتى أعوام من أجل لحظة يعلن فيها عن تنازله عن إستخدام عقله الحجة عليه!
هذه المرحلة التي يغيب عنا وفيها حسن الإختيار، والتفاضل بين لذة فورية ملموسة على أخرى نحصل عليها في عالم الغيب غير مضمون التحقق! تلك لحظة الصراع، وتخلي النفس عن كل القوانين والضوابط! لحظة هي كل هم الأنبياء والمرسلين والمعصومين عليهم السلام لتعطيل جنونها ونزع فتيل شراستها وغبار جموحها الذي يحجب الرؤيا عن حقيقة استخدام تلك الغرائز المطلوب منها الحفاظ بقناعة على طهرها، ويمنع تلويث شريعتها التي لا تورث مع كل نكتة سواء جراء الذب إلا بعدا عن تلك الآدمية التي خول العقل بقيادتها لتصل إلى بر الأمان، بعد أن يتوفر لنا طبيب خبير يحسن اقناعنا بأن الشهوات المحرمة ليست كل رصيد الحياة وأن هناك ملذات شرعية لا قياس بينها وبين ما يحاول الشيطان ايقاعنا به من وهم نعتبره حال غياب التقوى هو كل مراد الحياة وهدف التكليف!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..