المقالات

رسوخ العقيدة، تاج العظماء..


كوثر العزاوي ||   إن عظمة الدين الإسلامي،  ومايحمل في طياته من عوامل القوة التي تساعد على استمراريته وهيمنتهِ على سائر الأديان، ماجعلهُ هدفًا للمخالفين حتى تكاد لاتمر حقبة الّا وتكون فيها هجمة شرسة من قِبل الأعداء الذين تفنَّنوا في الحرب عليه من جهة، وعِبر الحرب الناعمة من جهة اخرى، لتصوّب سهامها باتجاه أكثر من هدف بما في ذلك "العقيدة" التي هي مصدر رعب ومبعث هلعِ الأعداء، كونها المنظومة التوحيدية التي يتمخض منها كل بِرّ وبصيرة، إذ من شأنها تشكّل خطرا وعقبة في طريقهم ما يجعلها تساهم في إحباط خطط الشيطان الأكبر وأدواته!! ونحن في عصر الاستضعاف، لابدّ أن نضع أمام أعيننا اعتبارات عدة،  منها عدم اليأس واستمرارية العمل لنشر هذا الدين والمحافظة على العقيدة وبث روح الحب والتضحية من أجلها والدفاع عنها، كما ينبغي التركيز على بناء شخصيات عقائدية رسالية تحمل همّ الدين والعقيدة والوطن، ويا حبذا لو يرتكز الاهتمام بمن اجتازوا ردحًا من زمن التجارب، او ممّن يمتلكون المبادرة وحسّ الفداء ووعي القضية، ممن خاضوا غمار المواجهة في زمن مقارعة النظام  البعثي البائد أو ممّن ركبوا الصعاب وتحمّلوا المخاطر في سوح الدفاع المقدس عندما انطلقت فتوى الجهاد الكفائي بإعلان من المرجع الأعلى في النجف الأشرف سماحة آية الله" السيد السيستاني" أدام الله ظله" أولئك الذين ترجو أن يكونوا سندًا ومتّكأً، وهل ثمة مصداق أعلى من  عمّال الله وحَمَلة همّ الدين والعقيدة والأكثر حرصا عليها من رجال العلم والتقوى ومراجع الدين ومَن ساروا على النهج من أصحاب التقوى والبصائر؟! اولئك معاشر العلم والثقافة وهم الحضور في ميادين العطاء والجود والمكارم، ذلك اللفيف والعصبة أولي الغيرة والشهامة، إنهم حشد الله المقدس، ومن هنا ندرك أنّ رجل العقيدة لايُهزم ولايمكن كسر شوكة منظومتهِ القيَمية، فكما أنّه يعتقد ويؤمن ويثبِّت، فإنه يربّي ويوجّهُ الناس عليها، ويبيّنها بالحجة والبرهان حتى تمتلئ قلوب الناس بحب الله وعظمته" سبحانه" وبعظمة نصوص القرآن ونهج العترة الطاهرة، كما تراه تجلّيًا ناصعًا للأدب والأخلاق، يحرص على وحدة الصف وتوحيد الكلمة،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإغاثة الملهوف وغيرها من سلوكيات رجال الله وفوارس الوغى في خط الاستقامة، ومِثلُ هؤلاء قد نَذروا أنفسهم لله"عزوجل" وأوقَفوا حياتهم للواجب الذي انتُدِبوا له ولأجله ولأجل بلدهم وارضهم وعِرضهم سخاءً بأرواحهم  ومايملكون،وقد ثبت ذلك بالتجربة في مواطن كثيرة عندما حميَ الوطيس واشتد الصراع واضطرم الوغى، فهناك ضربوا بمواقفهم وشجاعتهم وإقدامهم أروع الأمثلة فأصبحوا خالدين في قلب الأمة وذاكرة الزمن، ولم يبتعد وَصْفُنا عن أسطورة العصر رجال" الحشد المقدس" الذين قدّموا أغلى ما يملكون دون خوف أو تردد وحتى دون مستوى مهارات العسكرة وفنون القتال، وبذلك أثبتوا رسوخ  عقيدتهم والإيمان بها، إذ جسدتها روح الإقدام والتضحية بالغالي والنفيس إحقاقًا للحقّ والعمل بالواجب والتكليف وفاءً لما عاهدوا عليه الله وكان الله مؤيدهم وناصرهم وهو المولى ونِعمَ النصير.   ٣٠-ذوالقعدة ١٤٤٣هج  ٣٠-٦-٢٠٢٢م
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك