عربية البياتي ||
إن التعليم ضرورة من ضروريات الانسان؛ لان الانسان المتعلم المنتج هو المعول عليه في نهضة وتطور البلد الذي ينتمي إليه, أن الثروة الحقيقية في أي بلد تكمن في قوة وكفاءة مواردها البشرية التي ينتجها النظام التعليمي المتقدم, وهناك الكثير من النصوص القرآنية والاحاديث النبوية التي تدل على اهمية التعليم, ففي قوله تعالى: "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". وقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يحث على طلب العلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة". ومن هنا نجد بأن التعليم هو من اساسيات الحياة. أي بلد يمكن ان تحكم عليه سلباً أو ايجاباً من خلال ترسيخ العدالة فيه, وبناء الانسان واعداده لتحمل مسؤولية النهوض بالمجتمع.
يتميز العراق بتاريخ ثقافي عريق يمتد عبر قرون من الزمن, وسابقاً يعد النظام التعليمي في العراق من افضل انظمة التعليم في المنطقة, غير أنه عانى كثيراً بسبب الحروب التي خاضها النظام الدكتاتوري المقبور, والتدهور الامني, والمشاكل والتحديات التي واجهة التعليم في العراق بعد عام 2003, وسوء الادارة, وانعدام الخطط الاستراتيجية لبناء وتطوير التعليم, وايضاً افتقار العراق لأبسط معايير الجودة في التعليم, وهذا كله يعود الى السياسة الحكومية التي تدير المؤسسة التعليمية.
والسؤال هنا هل أن عملية تدمير التعليم في العراق عملية مقصودة؟ تتحمل الولايات المتحدة الامريكية مسؤولية خراب وتدمير نظام التعليم في العراق, عن طريق هيمنتها على اجهزة الدولة ومؤسساتها العامة, واستشراء الثقافة القاتلة, وجرائم التلاعب بالسجلات واضطهاد الموظفين, فضلاً عن دورهم الكبير في محو التاريخ وتشويه الذاكرة الوطنية, وقتل ثقافة البلد, متناسية أن هذا الدور الذي تلعبه في العراق مصيره الفشل والاضمحلال؛ فإبناء هذا البلد يرتبطون بتاريخ تمتد جذوره العريقة إلى مدينة العلم وعلي بابها, فهيهات لهم ذلك.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha