كوثر العزاوي ||
روي في كتاب (كمال الدين) عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر "عليهما السلام" فقلت له: يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال: {أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله "عزوجل" ويملأها عدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا، هو الخامس من وُلدي له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون.. ثم قال: طوبى لشيعتنا، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، اولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة}.
أيها الموالون: كفى بما ورد على لسان المعصوم حجة على من شاء أن يبقى ضمن ركب آل محمد "عليهم السلام" أن يتسلح من الآن بالوعي والبصيرة قِبال مايُحاك ضد وشائج انتمائنا لهم "عليهم السلام" ونحن على مشارف اعظم ذكرى وأبرز وأقوى مايمثّل عرى الأواصر بآل محمد "عليهم السلام" التي تجمع القلوب الموالية في بوتقة واحدة من شرق الأرض إلى غربها بلاحدّ ولاحدود إنها {زيارة الأربعين}!! وفي غمرة الشوق والاستعداد الروحي المعنوي والمادي إلى ذلك اليوم الذي تبدأ به الأرواح تتهيأ للمسير والخدمة إذا بنا نشاهد ونسمع ولاشكّ انكم تقرأون وتسمعون ايضا، السبق الصحفي المعادي الهابط تحت شعار( دا أمشي) ولاادري قيمة المغزى برفع هكذا شعارات متدنّية رخيصة!! وكيف من الان قد بدأت غرف عمليات مشتركة تعُدّ العدة وتعبئُ الناس لغرض الدسّ والتشويه وعرقلة المسير باتجاه قبلة الاحرار وسيد العشق" ابي عبدالله عليه السلام" بهدف إيقاف عجلة التظاهرة العالمية التي تشكّل أهم وشائج حفظ الإنتماء لأهل البيت "عليهم السلام" بعد أن رصد الاستكبار العالمي مدى خطورتها على إفشال مخططاتهم الخبيثة سيما وان ديمومتها على مدى قرون عديدة تثير جدلًا كبيرًا في ما هو السرّ في مسير الملايين من الشيعة وغيرهم إلى سيد الشهداء "عليه السلام" في زيارة الأربعين، بزحف الوافدين إلى تلك البقعة الطاهرة من كل دول العالم، ولماذا تُعَد هذه الزيارة أهم مناسبة لديهم بحيث أصبحت والمشي على الأقدام إليها جزءا لا يتجزأ من شعائرهم الخالدة وملازِمة لهم في حياتهم، حتى أنهم يحسبون ويدّخرون الأموال لها لكي يبذلوا كل ما يملكونه في سبيل الحسين "عليه السلام"!! ومن هنا طفق جنون العظمة لديهم بإخراج جلّ طاقاتهم للحيلولة دون إحتشاد الملايين التي ترهبهم وتخيب آمالهم!! فحريّ بنا أن لا يَسبقنا إلى نصرة الحق عدونا وهو واهمٌ مدّعٍ!! هلمّوا لنُفشلَ بأقلامنا وفنون النشر سبقُهم الأجوف والخالي من كل حجة وبيان،تحت عنوان"جهاد التبيين" فليس ثمة ما يُعين على هذا الواجب مثل الزيارة ألأربعينية لما فيها من عملٍ يؤدي الى ترسيخ أهدافها ومقاصدها وأبعادها العبادية الهادفة كواحدة من أهم العبادات والطاعات الجامعة لكل الفرائض ما يتعين على المكلف حث المسلمين على ضرورة أدائها بإخلاص وعدم الإكتفاء بتحويلها إلى طقوس ومظاهر شكلية، إنما إظهار الجوانب الماورائية التي اثبتها الواقع العملي في مواقع الخدمة على طول خط المسير من كل محاوره، وسنبيّن ذلك لاحقًا ضمن محاور مهمة بأذنه تعالى.
٣-ذوالحجة١٤٤٣هج
٣-٧-٢٠٢٢م