نور الجبوري ||
تنوعت الحروب على مر الازمان والعصور , وهذا التنوع تارةً يأتي على حسب الوضع العام وتارةً اخرى حسب التطور التكنلوجي والالكتروني . كلنا نعرف الحروب العسكرية وأثارها على الشعوب والبلدان , وكذلك الحروب الاقتصادية والتي تسمى الحروب الصامتة ( الحصار ) الذي تفرضه دولة الشر اميركا وحلفائها على كل من يقف في وجهها , ويخالف مخططاتها والغاية منه هو اركاع الشعوب من اجل ان تثور على الحكومات الرافضة لدول الشر , وهذا النوع استخدمته اميركا كثيرا في العقود الاخيرة .
في ظل التطور التكنولوجي والالكتروني السريع الذي يحدث , واعتماد العالم بالنسبة الاكبر على التكنلوجيا في تسيير امور حياتهم , من امور مالية ومصرفية ومعلومات استخباراتية وعالم التجسس الحكومي حتى وصل التطور الى الخدمات مثل تشغيل المصانع والمعامل الكبرى و الكهرباء والانترنت ... الخ , كل هذا التطور جعل من الحكومات تستحدث نوع اخر من الحروب التي تسمى ( الحروب السيبرانية ) .
والهجوم السيبراني يعني مجموعة من الهجمات الالكترونية التي تستهدف دولة او بلد بأكمله بهدف تدمير او تعطيل منشأة معينة . وهنالك امثلة عديدة على الهجمات السيبرانية في انحاء العالم سنذكرها .
فعلى الرغم من التطور الالكتروني والتكنولوجي مثلا في اميركا , الا ان هجمات الحرب السيبرانية قد طالت وبشكل متكرر المنشئات الحيوية في الولايات المتحدة , ففي العام 2020اخترق قراصنة روس الوكالات الفيدرالية الامريكية في هجوم هدد حوالي 14 شركة تكنولوجيا .
وبالعام 2021 نمت الهجمات الالكترونية من حيث العدد والتعقيد حسب ما كتب مجلس " جي بي مورغان " , فقد ظهر نقص في البنزين في الجنوب الشرقي بعد هجوم أدى الى اغلاق خط انابيب كولونيال , اهم أجزاء البنية التحتية للطاقة في اميركا .
وفي وقت لاحق , اجبر هجوم الكتروني تسلل الى منتج اللحوم " جي بي أس ", على إيقاف إنتاج لحوم البقر في منشآت عدة بجميع انحاء الولايات المتحدة .
اما الكيان الصهيوني فلم يسلم هو الاخر من الهجمات السيبرانية , على الرغم من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لتطوير قدرة الكيان عسكريا واقتصاديا والكترونيا . وكذلك قدرته في انتاج برامج تجسس للتنصت على المسؤولين الأجانب , الا انه فشل في منع الهجمات الالكترونية على اجهزته الأمنية .
وبسبب انخراط الكيان في مواجهة محور المقاومة فقد حاول دائما تقوية الأنظمة الأمنية لتكون اكثر امانا في مواجهة التهديدات الخارجية , لكن وفي هذه الفترة كثرت الهجمات السيبرانية بل وصلت حتى الى الوسائل الإعلامية المحلية مع عدم إمكانية الحد او وقف هذه الهجمات .
أصدرت مجموعة تسمى (عصا موسى ) مقطع فيديو لمكالمة هاتفية مع المتحدث السابق باسم الجيش الصهيوني , والقائد السابق للجبهة الشمالية في الأراضي المحتلة , والرئيس السابق لوحدة MIA في وكالة التجسس التابعة للموساد .
وقالت المجموعة تحت عنوان " لقد حذرناكم " , " ان هذه هي مجرد البداية , انتم بدأتم ولكن نحن سننهيها ,وستعانون من اضرار لا يمكن اصلاحها في الفضاء الالكتروني والبنية التحتية".
كذلك قامت هذه المجموعة في وقت سابق بالاعلان عن مفاجأة لوزارة الحرب الصهيونية . حيث اخترقت المجموعة انظمة استخبارات وزارة الحرب التابعة للكيان , وحصلت على معلومات كبيرة جدا عن مئات العسكريين الكبار والصغار , وهو ماذل المؤسسات الامنية في الكيان الصهيوني .
وايضا الهجمات الالكترونية التي شنتها مجموعتا هاكرز عراقيتان على البنية التحتية الصهيونية ,كل ذلك يشير الى ان جميع اطراف المقاومة في جبهة واحدة , واذا توفرت الارضية المناسبة فأنهم سيضربون الاراضي المحتلة من جميع الاتجاهات .
خاصة بعد التطور الملحوظ في مستوى جنود الحرب السيبرانية التابعين لمحور المقاومة ,وبعد اعتراف الكيان بتلك الهجمات .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha