محمد الابراهيمي ||
ان الخطاب الجمعي يتوفر فيه عنصران الخاطب والمخاطب , ويدور هاذان العنصران , على مدار مادة الخطاب , الخاطب غير متناهي في الكمال والعلم والقدرة والاحاطة والحكمة والفضل , والمخاطب محدودآ في كل شيء , حتى وان كان نبيآ او رسولآ , او وصيآ او وليآ او مؤمنآ, عاملآ بعلمه صادقآ بقوله مخلصآ بفعله عابدا لله حق عبادته
فكيف يصل المؤمن في عصرنا اليوم للوصل والى اليقين حول مادة الخطاب الالهي الثابت في القران الكريم ؟
واخترت ايتين من سورة هود عليه السلام
(( ان الذين امنوا وعلموا الصالحات واخبتوا الى ربهم اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون ))
((مثل الفريقين كالاعمى والاصم والبصير والسميع فهل يستويان مثلآ افلا يتذكرون))
هناك منهجآ على اقل تقدير في السياق الضاهري للايتين ولا يستطيع المؤمن من الوقوف على هذا المنهج وقفتآ جدية واعتباريه الا ان تتوفر عنده ابعاد حقيقية استطيع ان اجملها بالنقاط التالية :
1- عليه ان يسقط من ذهنه أي معلومة اعتاد عليها بالبحث التقليدي المكتسب من المدارس المؤسساتية والاكاديمية والحشوية
2- ان يكون ملازمآ لتلاوة الكتاب كما في الدعاء (( اللهم ارزقني تلاوته واناء الليل واطراف النهار ))
3- ان لا تكون قراءته للقران قراءة هذرية كما في دعاء الامام الصادق عليه السلام (( ولا قراءتي هذرآ انك انت الرؤوف الرحيم ))
4- ايمان القارء للقران ان يعتبر ان القران هو عهد الله عزوجل عندما ينشره للتلاوة والقراءة
5- ان يؤمن القارء بالقران انه حبل الله المتصل بينه وبين ربه
6- ان يؤمن ويعمـــــــــــــــل ان هناك عدل لهذا القران الذي بين يديه الا وهو الامام المعصوم من ال محمد صلى الله عليه واله
اذا وصل العبد , الى ملازمته بهذه الابعاد, سيعرف ان المنهج في الايتين يدور مدار الاخبات الى الله عزوجل في كل زمان ومكان , وبعدمه سيكون الانسان المؤمن من الفريق الاخر والذي وصفته الاية الثانية اعمى واصم
والمخبت البصير والسميع هل يستويان؟
ان هذا البعد الدقيق ملازمآ لاتباع الانبياء والرسل والاوصياء من لدن ادم عليه السلام الى الخاتم صلى الله عليه واله
فلم ينجوا الا من كان مخبتآ أي مطيعآ مسلمآ بكله
بلسانه ويده وقلبه وضاهره وباطنه بماله وولده ومن دنيا الاسلام والمسلمين هناك مصاديق لهذا المنهج بداية من حواري رسول الله صلى الله عليه واله والمنتجبين من اصحابه مرورآ بالاشاوس والابطال من حواري امير المؤمنين عليه السلام
كمالك الاشتر عليه الرحمة واصحاب وانصار الائمة الطاهرين المخلصين المخبتين المطيعين كاصحاب الحسين عليه السلام
والذين ملئوا الدنيا فخرآ وعزآ بحيث يخاطبهم الامام المعصوم عند زيارتهم قائلآ
( بابي انتم وامي )
وفي عصرنا اليوم المخبت والبصير والسميع هو من ثبت على عقيدته بالامام المهدي صلوات الله عليه
وينتضره انتضارآ ايجابيآ ولا تأخذ به ارهاصات العصر وزبرجته
بعد الاستعانة بالله عزوجل والتوكل عليه ان عقيدتنا بوجود الامام المهدي الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى ابائه واجداده هي راسخه وثابته ولا تلتفت الى غيره هو املنا وهو هدفنا وهو ديننا وهو طريق عبادتنا لربنا وهو السبيل الى الوصول الى كل حق والى كل يقين وبه نصل الى الخلود في الجنة التي ذكرتها الايتين الكريمتين
وبواسطته وفيضه وبركاته ورحمته ورأفته سنكون مخبتين لربنا تبارك وتعالى
وان بصرنا مبصرآ وان سمعنا سامعآ وجوارحنا طائعة خاضعة لك سيدي يابقية الله في ارضه وامينه في بلاده وحجته على عباده
وصلى الله على محمد واله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين