مازن الولائي ||
كم الفرق بين شعارات علي عليه السلام وشعارت من بالظاهر ينتمون له؟! فمن يخوض غمار حياة علي عليه السلام الذي جعل سلوكه وتصرفاته التي تتسم بتطمين الناس وبث العدل الذي يؤمن به كأفضل رسول، كلم الناس عمليا وصرف عنها سطوة السلطان الظالم والغشوم.
أقبل الخريت إلى الإمام في جمع من أصحابه، حتى قام بين يديه د، فقال له: «والله يا علي لا أطيع أمرك، ولا أصلّي خلفك، وإنّي غداً لمفارقك».
بهذا الكلام أعلن هذا الرجل انخلاعه عن البيعة رسمياً، فلم "يعتقله" الإمام، ولم يأمر بإعدامه، ولم ينهه عن التحدّث بهذا الاسلوب، بل قال له: «ثكلتك اُمّك إذن تنقض عهدك، وتعصي ربّك، ولا تضرّ إلاّ نفسك. . أخبرني لِمَ تفعل ذلك؟! انتهى..
الى اخر القصة، لم ينبري أحد من أصحاب علي عليه السلام الخليفة بالحق وأحد أصحاب الكساء، وخليفة المصطفى مقطوع في عصمته، ولو حدث ذلك على سياسي أو غيره لا يساوي شيء في سوق العلم، أو المعرفة أو غيرها لفقط الله تعالى يعلم مآل أموره أين أصبحت وبأي طريقة انتقام اقتص منه، وهذا تكلم مع أمير المؤمنين عليه السلام الذي يرفع البعض شعاراته زورا وبهتانا.
يتصرف علي عليه السلام بهذه الديمقراطية العملية، والسلوك المطمأن للرعية كما قد أشار يوما إلى وكيله المطلق على أحد البقاع، يحذره السطوة على الناس ويرسم له بأروع عهد عرفه التاريخ البشري 《 وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم؛ فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه؛ فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك. وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم 》.. قطعة من قوانين رحيمة يشعر معها العدو قبل الصديق بصدق المتصدي الذي عرف أن سياسة الناس تحتاج سعة الصدر وليس العصى والاغتيال والتنكيل بمن يعترض ومن بلحظة يخرج من طوره ولا يجد إلا النقد والنقمة على المجتمع، فتكون كلماته التي مثل علي يستوعبها ويجبر بها خاطره، عند غيره تشكل قلم تكتب به وتحرر شهادة وفاته! ويلجأ إلى الظلم الضعيف!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..