حازم أحمد فضالة ||
اليوم ذكرى استقلال دولة الجزائر من الاستعمار الفرنسي، الذي بدأ بتاريخ: 5-تموز-1830، وانتهى مهزومًا بتاريخ: 5-تموز-1962 في الثورة التحريرية الكبرى؛ إذ استمرت الثورة من عام (1954) حتى عام (1962)، مُنهيةً (132) سنةً من الاحتلال الفرنسي؛ إذ قتلت فرنسا أكثر من (6.5) مليون جزائري، بينهم الشيوخ والنساء والأطفال! في وحشية تجاوزت النازية، وحتى (القاعدة وداعش)!
من أجل ذلك نذكر الآتي:
1- فرنسا الاستعمارية المستكبرة، كانت قد جربت القنابل النووية بحق الشعب الجزائري المظلوم، إذ فجرت تلك القنابل في المناطق التي يسكنها جزائريون أبرياء، ووثقت فرنسا تفاصيل الموت المرعبة المؤلمة!
2- قطعت فرنسا رؤوس آلاف الجزائريين والأفارقة دفعةً واحدة، وسرقت رؤوسهم، وعُرِضَت (18) ألف جمجمة من جماجمهم الطاهرة في قصور ملوكهم مثل قصر (نابليون الثالث)، أما جماجم قادة الثوار الجزائريين فقد عُرِضَت في متحف فرنسي اسمه (متحف الإنسان) كان قد أنشأه العالم الفرنسي الأنثربولوجي (بول ريفييه) في عام 1937 قرب برج آيفل، وهي أكثر من (500) جمجمة؛ متباهية فرنسا بعملها ضد العرب والمسلمين والمقاومين والشعوب الحرة!
الجزائر اليوم
1- تقف الجزائر اليوم -كما وقفت دومًا- شامخةً بشعبها ورئيسها (عبد المجيد تبون)، مع قضايا الأمة الإسلامية، وفي قلب ذلك (فلسطين)؛ فالجزائر لم تتخلَّ يومًا عن قصية فلسطين، وكذلك نصرت سورية في الجامعة العربية وتمسكت بالحق السوري.
2- الجزائر اليوم علَّقت معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع مدريد بعدما غيرت إسبانيا موقفها في قضية الصحراء الغربية؛ لتسند إسبانيا الموقف المغربي، وتستطيع الجزائر استعمال سلاح موارد أرضها وخيراتها (الغاز)؛ للضغط على إسبانيا.
3- الجزائر دولة مساحتها أكثر من (2.3) مليون كم مربع، وسكانها تقريبًا (40) مليون نسمة، وتتمتع بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي، وهي أولى في عضوية مجلس الأمن الدولي من فرنسا؛ التي قتلت الشعوب الآمنة وجوعتها واستعبدتها، وقصفتها بالقنابل النووية!
فرنسا اليوم
1- سبق أن ذكرنا بعد حادثة خطف أميركا لعقد الغواصات الأسترالي من فرنسا، وتأسيس حلف جديد اسمه (أوكوس - AUKUS): أستراليا، بريطانيا، أميركا؛ أنَّ فرنسا لا تعمر طويلًا في عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي، إذ إنَّ دولًا بوزن: الجزائر، إيران، الهند، باكستان، البرازيل، جنوب أفريقيا… كلها تمتلك مؤهلات لا تملك فرنسا حتى نصفها، والعالم يتغير.
2- بدأ تصعيد الرفض الإفريقي بوجه فرنسا لطردها من القارة السمراء؛ إذ قررت دولة مالي (باماكو)، التي تقع في غرب أفريقيا وتحدها الجزائر شمالًا؛ طرد السفير الفرنسي (جويل ماير) بتاريخ: 31-كانون الثاني-2022، وإذا دامت هذه النهضة؛ فإنَّ التحولات العالمية تفكك اتحاد الدول الفرنكفونية (المتعاملة بالفرنك الفرنسي)، وتعيد صياغته اتحادًا أفريقيًا خالصًا.
3- بدأت فرنسا تعاني -مثل أوروبا- النقص في مصادر الطاقة؛ بعد تورطهم مع الاتحاد الروسي في ملف حرب أوكرانيا، وبدأت أوروبا تَناوب تشغيل المصانع بالفحم الحجري، وليس عندها المخزون المناسب من الغاز لتعبر به الشتاء المقبل، وحكومة ماكرون فقدت ورقة الأغلبية النيابية، ومستقبلها مجهول!
في الختام
نبارك للشعب الجزائري ودولته، ذكرى الاستقلال العظيم من فرنسا المستكبرة، ونسأل الله سبحانه الرحمة والمغفرة والرضوان لشهداء الجزائر الكرام.
https://telegram.me/buratha