المقالات

الزيارة الأربعينية، تجلّيات رَبّانية..


كوثر العزاوي ||

 

زيارة الأربعين شعيرة من الشعائر الحسينية المقدسة،لكن نستطيع أن نطلق عليها عنوان{ زيارة الأربعين الجامعة} لما تتضمن من تجلّيات ودروس وفيها من المحطات القيَمية المتعددة، والمواقف الإنسانية النادرة، فحضنها كربلاء، فعليها وعلى ساكنَيها الف تحية وسلام، فيحقّ لكلّ من وطئ ترابها وعانق سماءها.. وشمّ عبيرها ونهَلَ مَعينَها.. أن يهتدي بهداها ويستلهمَ وابلَ غيثها.. ويستوحي عظيم دروسها، فالمنتمون لأرض كربلاء كأمة إسلامية تتبارى مع أمم الأرض قاطبة ولن تبرح حتى تبلغ الفوز، ففيها منارات الفداء وقباب العصمة الثائرة ومنها زيارة الأربعين الخالدة

نتاج ملحمة الطف وثمرة عاشوراء!! وماادراك ماعاشوراء!!

فليس كثيرًا ولا عسيرًا على المسلمين واتباع أهل البيت"عليهم السلام" أن يتعقّبوا تاريخهم الوضّاء  بمحطاتها المشرقة، لكي يستنهضوا القيم الكفيلة بارتقائهم ، فدروس الأربعين نفحات ومواهب ومِنَحٌ من

نفائس الملكوت!! فحريٌّ بكل أنسان أن يتمسك بها إلى أقصى ما يستطيع لاستمطار سحائب الخير وبركات السماء معنويًا وماديًا!

فمن وُفّقَ في أداء هذه الشعيرة لابدّ أنه رأى مشاهد كثيرة وكبيرة في مضمون زيارة الاربعين على مستوى المعنويات والماديات، وكلها تنمّ عن قيمٍ وطاقة وقوة تسند الإنسان في مسيرته السلوكية الأخلاقية، وتُسهِمُ في دعم منظومة القيم العليا للنفس الانسانية ، ومنها: قيمة الوفاء، قيمة الإيثار، قيمة الولاء، قيمة الحب، قيمة الصبر والثبات، قيمة الشجاعة وو..غير ذلك كثير!! وكل هذه القيم النفيسة تجدها في عمق يمِّ الأربعين في العشرين من صفر الخير، وما لها من تأثير وانعكاسٍ كبير في توثيق النسيج الاجتماعي، وعقد الأواصر الإنسانية، وكلّ هذه الغنائم إنما هي ثمرات ومكاسب واقعة الطف بجلّ تضحياتها وقد خلّدتها معالمَ ومشاهد كثيرة، وصور عفوية تنبض بالحياة والحب والإيثار خلال"زيارة الأربعين" في المسيرة المليونية العالمية، حتى صارت مضربًا للمثل، وحكايةُ شوقِ القلوب النقية التي لاتعرف كربلاء اصلًا، لكنها باتت تواقة تبحث عن أي ذريعة لتكون وصلة تؤدي بها إلى رحاب كربلاء المقدسة لتتعرف شغوفة على مضامين الأربعين واسرارها وعظمة مَن وراءِ نجاحها وديمومتها، رغم

وجود الإعلام العالمي المسيّس المعادي والذي يحاول بكل جهد وقوة تشويه هذا التجمع الإيماني المتألق، عبر بث تقارير مفبركة محمومة لا تمت للواقع بصلة، وذلك لإقرار خيبتهم وإعلان تقهقرهم، لأنهم لايفقهوا معنى قانون الغيب الذي يحرّكُ الأرواح والجوارح والعقول بيد اللطف التي تردّ الجميل لمن يهب مايملك للخالق القدير فعطاء الحسين ريحانة النبيّ ليس هيّن على الله وهذا التأييد والتسديد إنما هو إحدى البراهين والتجليات الربانية.

والحمد لله رب العالمين.

 

 

٦-ذوالحجة ١٤٤٣هج

٦-٧-٢٠٢٢م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك