علي حسين الاشرفي||
الحب هو الشعور الخفي المبني على المودة، والرحمة، والعطاء، والتضحية، والراحة النفسية بين الأشخاص، وهو التعلّق الذي لا يمكن التخلّص منه، ودونه لن تستمر الحياة على الأرض، فلا سلطة لنا على قلوبنا التي تنبض لمن تشاء.
القلوب بالعادة، تنبض لمن نشترك معه بصفات معينة، أو لمن يحمل قيم هي مترسخة في تربيتنا، أو لمن قام بفعل يعتبر بطولي بنظرنا، ونتمنى لو كنا شركاء معه بهذا الفعل.
فكل الأحرار بالعالم يعشقون سيد الشهداء، الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام )، وإن طلبنا منهم سببًا لهذا الحب والعشق، لقالوا إن الحسين ( عليه السلام ) رفض الظلم، والجور، ورفض مبايعة الطاغية يزيد، وضحى بالغالي والنفيس، من أجل رفض الذل، فحتمًا سيكون كل من يجيب بهذه الإجابة، هو حرّ ولا يمكنه تحمل الذل والهوان، ولهذا السبب عشقوا السيد علي خامنئي أيضًا، وإختاروا طريق المقاومة.
من لم يصدق بهذا، بإمكانه الإستقراء، والتواصل مع عينات من شخوص المقاومة، في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وحتى فلسطين، وكل المقاومين الأحرار على الأرض، وسؤالهم إن كانوا يحبوا السيد القائد خامنئي، أم لا؟
سيكون جوابهم ( نعم ) بلا شك! فهو يعتبر ملهم المقاومين، وداعمهم أينما كانوا، فحصل هذا الحب بالفطرة السليمة للإنسان.
بإمكاننا إعادة السؤال، ولكن الإسم سيكون محمد بن سلمان مثلًا؟ حتمًا ستكون الإجابة بالنفي، لأن ابن سلمان يعتبر قاتل، وظالم، ومجرم، وهذا ينافي كل بديهيات المقاومة،
فنحن عشقنا الأفعال، وعلى إثر هذا العشق فقد عشقنا كل من إختار هذا الطريق، كالإمام الحسين ( عليه السلام )، والإمام روح الله الخميني ( قدس )، وسماحة السيد القائد علي خامنئي ( أدام الله ظله )، والشهيدان قاسم سليماني و أبو مهدي المهندس ( طاب ثراهما )، وكل من سيلحق بهذه الكوكبة، ستحبهم قلوب الأحرار في كل العالم.
لكننا لو سألنا قطيع العبيد، وقتلة الأطفال، والطواغيت، فستكون الإجابة بصورة عكسية بلا شك! وإن إدعوا حب الإمام الحسين ( عليه السلام )، ونصبوا العزاء له، فهذا تمثيل ونفاق فقط، فمن المستحيل أن نحب شخص، ونرفض نهجه أو السير بطريقه.
ورد إن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الانصاري (رضي الله عنه)، عندما زار الإمام الحسين( عليه السلام ) زيارة الاربعين،
قال: (و الذي بعث محمداً بالحق نبيًا لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه)، فسأله عطية العوفي (رضي الله عنه): ( وكيف شاركناهم، و نحن لم نعل جبلًا و لم نهبط و اديًا، و لم نضرب بسيف، و القوم قد فرق بين رؤوسهم و أبدانهم؟ ) فأجابه جابر الأنصاري: (لقد سمعت حبيبي رسول الله صل الله عليه و آله يقول: من أحب قومًا حشر معهم، و من أحب عمل قوم أشرك في عملهم).
فمن الحديث النبوي الشريف هذا، نستنتج بأن من أحب عمل الحسين ( عليه السلام )، وجهاده، ومقاومته، وسار على هذا النهج المقدس، وإختار المقاومة سبيلًا، سيحشر مع الحسين ( عليه السلام )، أما من أحب ابن سلمان، وأمريكا، وخفف العقوبات عن المتعاونين مع الكيان الصهيوني، ووضع الإستثناءات للعلاقات معهم، ومن جعل علي ( عليه السلام ) رابعًا، وأحب أبو بكر وعمر وعثمان، ولعن قاتليهم، فسيحشر مع من يحبهم، لأنه أحب عملهم، وقوى علاقته معهم، وترضى عليهم.