علي حسين الاشرفي||
في ظل التطور الحاصل، في مجال التصنيع العسكري، وصناعة أنواع الأسلحة المتطورة، والمنظومات الدفاعية، وتوفرها لدى كافة الدول، بالإضافة إلى فصائل المقاومة، أصبح من الصعب السيطرة العسكرية، على الدول التي يراد إخضاعها، لدول كبرى.
والدول الكبرى إذا أقحمت نفسها، بحرب عسكرية، هذا يعرض حياة جنودها للخطر، مما جعلها تفكر بطرق بديلة، للحرب العسكرية، كالحرب الإقتصادية، والإعلامية، وهذه الحروب تاريخيًا كانت موجودة، إلا إنها إختفت، وعادت إلى الواجهة قبل سنوات.
المراهقة أمريكا بالخصوص، إستخدمت كل أنواع الحروب، العسكرية، والحرب بالوكالة، ففشلت فيهما معًا، مما جعلها تستخدم الحرب الإقتصادية، كما هو الحال الآن في الجمهورية الإسلامية، والعقوبات الإقتصادية، المفروضة عليها.
الحرب الإعلامية، تم إستخدامها مع الشعوب التي ليست لديهم رقابة إعلامية، أو إنهم لا يتمكنون من السيطرة النوعية، على المنصات الإعلامية، وهذا ما يحدث الآن في العراق.
أمريكا وبعد أن أصبح الحشد الشعبي، قوة عقائدية لا يمكن لهم قهرها عسكريًا، قررت محاربتهم إعلاميًا، بعد أن كان الشعب لا يلفظ كلمة الحشد، إلا ويردفها بالمقدس، أصبح الآن يقول الحشد التبعي، وهذا بسبب الحرب الإعلامية، وفشلنا فيها للأسف.
لكل حرب هنالك خطوط دفاعية مختصة، فما هي خطوطنا الدفاعية، في الحرب الإعلامية؟
أستطيع أن أجزم بأننا لا نمتلك أي دفاعات، ما عدا بعض الكُتاب، والمدونين، الذين يحاولون جاهدين، أن يجدوا لقلمهم مكان، يدافعون فيه عن قضيتهم، ولو لا هذه الأقلام وقوتها، لكان عدونا قد إنتصر نصرًا شنيعًا علينا، وخاصة نحن نقدم له خدمات مجانية، بتسليمنا أغلب مؤسساتنا الإعلامية، بيد أُناس لا علاقة لهم بالإعلام نهائيًا، ويعتقدون إن ( كل من صخم وجهه، أصبح حداد ) فبمجرد إنهم مسكوا المنصب، إعتقدوا إنهم أصبحوا إعلاميون، ويبدأون بتوجيه أصحاب الأختصاص، حسب مزاجهم، وهذه كارثة ما بعدها كارثة، تؤدي إلى نتائج سلبية كارثية.
لا نشكك بنواياهم أبدًا، فأغلبهم مجاهدون، لكن هذا ليس مجالهم، فلا يقحموا نفسهم فيه، فيريدوا أن ينفعوا المقاومة، فيضروها.
وفشل إعلامنا، لمسناه عندما إنتصر عليهم الإعلام الأموي، وجعل من شبابنا، تحرق مكاتب الحشد، وفصائل المقاومة، بل وصل بالإعلام الأموي الأمر، أن يجعل شبابنا يحتفل ويرقص فرحًا، بإستشهاد قادة النصر! وإعلامنا لا زالت خطواته خجولة مع الأسف.
مثل الإعلام الأموي هذا، لا يمكننا أن نجابهه، إلا بكتيبة إعلام حافظة لنهج البلاغة، وإذا أردنا أن نجابه مكر معاوية، فلا بديل لدينا غير سيف ذو الفقار.