مازن الولائي ||
مر في الأثر أن كل يوم لا يعصى الله سبحانه وتعالى فيه هو "عيد" لأن معنى ذلك أن المرء قد وفر أدوات التزام الحق والوقوف عند حدود الله سبحانه وتعالى، "والبصيرة" وإدراك التكليف ومعرفة الملابسات، وفهم ساحة الصراع هي الأخرى عيد الأعياد، فما قيمة قشور التدين ومظهرها الغير حائز أو الموصل للبصيرة التي هي سلاح هذا العصر وكاشف لكل ما يُختفي خلفه من مؤامرات، ما قيمة التدين إذا أصبح مشروع بيد أعداء الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم والممهد؟! ما قيمة التدين إذا أصبح مشروع قتل يهدد العقيدة ويحرض على قتل أبنائها؟! كم صفحة اليوم تجد المغرضين والبعثيين والمتخفين تحت ستار الشعارات المخالفة لقواعد أهل البيت عليهم السلام كقاعدة "أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم" القاعدة التي تعتبر سنام البصيرة لأنها تحمي الإنسان الشيعي من أي مخطط حال عرضه على تلك القاعدة السونار الدقيق.
ومن هنا يعد سلاح البصيرة السلاح الأكثر خطر عند الأعداء ويحاولون إيقاف تأثيره وقد نجحوا في مواطن كثيرة، ولذا ترى الصفحات الخالية من هذا السلاح النوعي والعظيم كيف يلعب بها الشيطان وتسوق امواجها النفس الإمارة بالسوء! ليؤسس من خلال فاقدي تك الحصانة بؤر لتفتح ثغرات على معسكر الحق الذي يلتزم الدفاع عن الإسلام ومنهج أهل البيت عليهم السلام في هذا العصر المعقد في أدوات صراعه التي اتخذت رأس مالها من هؤلاء في كل بلاد المسلمين المغادرين للوعي والتاركين جبهة الحق يزرع فيها العدو كل ما تشتهي نفسه وتريد، ولذا رواد هذه المدرسة لم يشتبه عليهم الحق، ولم يترددوا في تشخص العدو ومعسكره وأدواته.
ورد في الدعاء "اَللَّهُمَّ اَلْهُدَى مِنَ اَلضَّلاَلَةِ وَ اَلْبَصِيرَةَ مِنَ اَلْعَمَى وَ اَلرُّشْدَ مِنَ اَلْغَوَايَةِ" وورد عن أمير المؤمنين عليه السلام "لِحُبِّ اَلدُّنْيَا صَمَتَ اَلْأَسْمَاعُ عَنْ سِمَاعِ اَلْحِكْمَةِ وَ عَمِيَتِ اَلْقُلُوبُ عَنْ نُورِ اَلْبَصِيرَةِ" .
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..