مازن الولائي ||
التعبير عن الظلم، والاضطهاد، والتعسف له أشكال متعددة، منها المواجهة، والقتال بألوان وطرق كثيرة، والشعر، والإنشاد، والقصائد الحسينة عميقة المعنى كانت على طول الخط ومساحة الصراع بين الحق والباطل هي مشكاة أنوار تضيء للأجيال طريقها وتعلمها تراثها الديني والعقيدي الأصيل، ومن مجموع قصائد وأشعار كثيرة تبرز واحدة تأخذ الصدارة وتتربع على كرسي البقاء وتصبح "أيقونة العقيدة" وشعار تلك الأمة والملة، وهكذا بزغت قصيدة "يحسين بضمائرنا" للشاعر الحسيني رسول محي الدين ولها قصة سأنشرها لاحقا على قناتي، وهي من القصص التي تهم كل شيعي يطلع عليها ليفهم تاريخه المشرف.
فكانت تلك القصيدة عندما قرأت عام ١٩٧٧م في مجلس مدينة خرنابات في ديالى وسجلت أول مرة بصوت الرادود الموفق الشيخ ياسين الرميثي رحمه الله تعالى، وكانت قد قرأت من ذات الشاعر في صحن الحسين عليه السلام وبمنتصف القصيدة والتفاعل منعت من قبل الامن وجلاوزة البعث الكافر، لتصبح بعد ذلك نشيد العقيدة والثوار، وهكذا يخلق الإنشاد العميق والهادف ثورة على مر الزمان، ولا أحد يستطع أن يننازل عن هذه القصيدة التي تمثل الهوية الحسينة منذ عام ١٩٧٧م وللان ولعل أول قصيدة سوف تقرأ بعد الظهور المبارك هي هذه حدس.
واليوم بزغت قصيدة ثانية تكمل مسيرة يحسين بضمائرنا، بل وتحقق أصل هدف قصيدة يحسين بضمائرنا التي كانت تمهد لمثل الإيمان بفكرة آخر الزمان وهو المهدي المنتظر الذي تعتبر ثورة جده الحسين عليه السلام مقدمة له ولايامه المباركة التي يستلم بها الراية، "سلام فرمانده" هي الوريث الشرعي، والمنطقي، والتسلسل المنهجي العقائدي الذي عرفناه من فكر العترة المطهرة عليهم السلام، ومن حوزاتنا العلمية والمراجع، أنشودة عمرها قصير جاءت بطلب من نائب الإمام المعصوم الخامنائي المفدى وبعدها ركبت سفن الإنتشار والاشتهار ولهجت بها دول، ومدن، وضياع، وقرى، وحسينيات، وحدائق بفترة جدا قصيرة، وسرعان من اختنق الإعلام الاستكباري والعربي والمحلي العميل منها ومن هوية منشدها المقاوم ابو ذر روحي الذي جسدها بروحه قبل صوته، فلم تكن القصائد إلا سلاح حين تملأ شواجيره من نفحات القداسة تبقى اطلاقاته تثور على مدى عمر الصراع بين الحق والباطل ما وجد من يؤمن بها ويتخذ منها شعار لقضيته.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..