مازن الولائي ||
عندما كنا نسمع أن هناك من سوف يعترض على قدوم صاحب الأمر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، كنا إلى تكذيب هذه الرواية أقرب! إذ كيف يوجد من يقول له ارجع؟! بل لماذا أصلا يقال له أرجع؟! وكل الشيعة على موعد لقدوم المخلص، من الظلم، والمعاناة، والقهر، والاستبداد، والطغيان، ومن هم أولئك الذين يمتلكون الجرأة ويعترضون على قدومه المنصوص عليه، بل المقطوع به من قبل العترة المطهرة عليهم السلام "لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لمد الله ذلك اليوم حتى خروج قائمنا"، أي أن أمر قدومه حتمي ولا يقبل الشك والعياذ بالله تعالى.
ونحن - من غير "سلام فرمانده" - مأمورون بالدعاء كل آن لتعجيل الفرج وما دعاء الفرج بعد كل صلاة وأثناء القنوت إلا تطبيق للدعوة المستعجلة لولي الأمر، لعلمنا بغير قدومه لا صلاح حقيقي ولا إصلاح فعلي! ويقول السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الإصلاح الكلي بيدي الإمام.
"سلام فرمانده" واحدة من الممارسات التي تشبه إلى حد ما التعبئة التي يريدها الدعاء وسائر الممارسات العقائدية، فلماذا هذا الانزعاج منها؟! ولماذا تقُولبت على أنها "إرهاب فكري" وأنها ضد البقية من المسلمين؟! في الوقت الذي يفتح فضاء العراق لكل رذيلة وكل شذوذ وبرعاية الحكومة من محمد رمضان الصهيوني العاري على مسرح لترى النساء ملبسه الداخلي والعوائل مع محرم معها قد يأخذ لهن لقطات لتنشر لاحقا كأفضل إنجاز لأحزاب ودولة تحارب المهدي على مسارح اهله التي لازالت تحتفظ بالدماء الطاهرة!
فكانت تلك الأنشودة هي الفيصل بين الشريف والوضيع، وبين الموالي والمعادي، وبين الشيعي الحقيقي ومن ينتحل الصفة، وبين الحق المطلق والباطل المطلق! من لا يأنس بذكر المخلص هذا جزما ممن تشمله رواية أرجع يبن فاطمة فالدين بخير!!! ولا حجة لأحد بالغ ما بلغ بأتهامها أنها إيرانية، لأن إيران محور التمهيد الذي بدأ اليوم طوفان يغرق به الجهلة وعشاق الدنيا وزخرفها الزائل!
"إنّ الواجب على كلّ أحد منكم، وعلى كلّ فرد قدّر له حظّه السعيد أن يعيش في كنف هذه التجربة الإسلاميّّة الرائدة، أن يبذل كلّ طاقاته، وكلّ ما لديه من إمكانات وخدمات، ويضع ذلك كلّه في خدمة التجربة، فلا توقّف في البذل والبناء يشاد لأجل الإسلام، ولا حدّ للبذل والقضية ترتفع رايتها بقوّة الإسلام"
الشهيد الصدر سنوات المحنة و أيام الحصار، ص: 163.
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر .