رسول حسن نجم ||
علمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله ان الأعمال بالنيات ، والنية (الصادقة) تَوجُّه قلبي لدى كل المسلمين في عباداتهم ولاتصح العبادة بدون النية التي تسبق كل عمل فلاتصح الصلاة او الصوم مثلا بدونها ، وكل المسلمين يستحضرونها قبل الشروع في أي عمل تعبدي يتقربون به الى الله سبحانه لانها واجبة عليهم .
أما غير المسلمين فالنية عندهم تطبيق عملي صادق للتوجهات العقلية الفكرية دون المعرفة بمُسَمّاها بل تندرج لديهم ضمن الفكرة المطلوب تنفيذها في مختلف نواحي الحياة للنهوض بالواقع من نقطة الصفر وحتى الوصول الى القمة في كل شيء .
في اليابان عندما توفرت النية الصادقة عند منظريهم ، حيث كانت منتجاتهم من الرداءة بمكان، حتى ان العراقيين كانوا يقولون عن المنتج الياباني (جوبون) إزدراءاً له كما هو الحال اليوم عن المنتج الصيني في العراق ، مع ان العيب ليس في الصين بل في الرقابة الحكومية لحماية المستهلك ، كما ان التاجر العراقي تخلى عن ضميره في استيراد المنتجات الرديئة ولاهم له سوى تعظيم أرباحه على حساب الجودة والنوعية متقاطعا بذلك مع المواطَنَة الصالحة ومراعاة أبناء جلدته.
طبقت اليابان نظرية التحسين المستمر (CAIZEN) في كل نواحي الحياة لاسيما الانتاجية منها حيث بدأت من الصفر حتى الوصول الى ماهي عليه الآن من الرصانة في الادارة والانتاج بعيدا عن النظريات الكلاسيكية وروادها وتعقيداتها التي أكل الدهر عليها وشرب وأصبحت من التاريخ ، وللاسف الى يومنا هذا جمدنا التاريخ في حقبة زمنية معينة في كل مايكتب عن الادارة من إطروحات تعد بالمئات إن لم تكن بالآلاف ولم تحرك منا رياح التغيير ساكنا بإستثناء النزر اليسير من الباحثين ذوي النيات الصادقة في طلب العلم ، لا الباحثين عن الالقاب العلمية والفوائد المادية التي كثير منهم لايستحقونها.
ــــــ
https://telegram.me/buratha