عباس زينل||
أهم قضية محورية مخفية عن فكر الشيعة من العوام، وقد يكون مخفية حتى عن شخصيات ذات ثقل سياسي ولا تشغل بالهم؛ هي الأمن القومي الشيعي، وهي القضية الأولى والأهم التي اهتموا بيها العلييان السيستاني والخامنئي، والقائدان العظيمان الشايب البصري والجنرال الكرماني.
فلو انتبهت وأينما جلست وناقشت وتحدثت عن السياسة؛ لرأيت الشيعة يضجرون ويتهمون القادة الشهداء، ويتهمون السياسيين من هم قريبين من محور المقاومة او من الجمهورية الإسلامية الايرانية، بأنهم هم الذين أوصلوا الوضع لما عليه الآن، وغاضين النظر عن جميع القوى السياسية، والقوى الخارجية السياسية او المخابراتية، والتي تعمل على إبقاء الوضع كما هو، في سبيل أن يتهم القادة الشيعية بالتنصل عن خدمة شعبهم وناسهم.
من المؤكد إن حديثتا عن المؤامرت والاستهدافات الخارجية ومخططاتهم، لا تعني بأننا نقصر قادة الشيعة السياسيين من التقصير، بل غالبية السياسيين المشتركين بالعملية السياسية هم مقصرين بطريقة وأخرى.
اما القضية الكبرى التي تشغل بالهم وهي أولى مهماتهم وأهدافهم، هي وكما ذكرنا الامن الشيعي القومي، فمجرد خطأ بسيط قد يؤدي الى نتائج سلبية كبيرة، نتائج ليست من صالح المواطنين الشيعة، والذين يعتبرون أقلية مقارنة بدول الجوار ووضعهم الإقليمي، ومع علاقات هذه الدول المستقرة مع إمريكا وإسرائيل، على العكس تمامًا من الشيعة الذين يعيشون بنسبة عزلة سياسية او عقائدية ودينية، فكان لابد التمسك بدولة ذات طابع عقائدي، يشبه طابعنا في العراق، وكذلك صنع قوة رديفة للقوات العراقية، أيضًا ذات طابع عقائدي وديني، فكانت تلك القوة هي الحشد الشعبي، فلذا كانت خطوات القادة الشهداء ثابتة وواضحة، دون الاكتراث لما يتهمونهم، فهم والمرجعين الكبيرين يولون اهتمامًا كبيرًا لهذه القضية، فهي مصير امة كاملة ومصير بقية الطوائف أيضًا مرتبطة بمصيرنا، فكما تعلمون عندما أشعلت إمريكا نار الطائفية في العراق؛ فالشيعة والسنة وبقية الأديان والطوائف احترقوا معا.
اذن قوتنا هي قوة الآخرين وأمننا هو أمن العراق والمنطقة، فعلينا عدم الاغفال عن هذا الأمر أبدًا، وكذلك يجب على الاخرين من العوام والشخصيات إدراك هذه القضية المهمة.
فبكل إختصار وبكل صراحة يجب على الشيعة ما ان أرادوا البقاء وبقوة؛ الحفاظ على علاقتهم وصداقتهم مع الجمهورية الإسلامية، والحفاظ على الحشد الشعبي من المؤامرات والاستهدافات والمخططات الداخلية منها والخارجية.