محمد مكي آل عيسى ||
ما إن وصل الطالب إلى الامتحان الأخير في مرحلة الإعدادية حتى دخلت الأسرة الإنذار لأنه امتحان البكالوريا الذي سيحدد مصير الطالب . .
ومن يسعى لنيل درجة الماستر أو الدكتوراه فإن مناقشة الأطروحة ستكون هي العقبة الأخيرة التي عليه اجتيازها بجدارة
وهكذا فإن الامتحان الأخير دائماً ستترتب عليه الخسارة والربح الأخير وكأنه سيختزل ما سبقه من الامتحانات وسيختزل كل التعب السابق . . كلها تعتمد على نتيجة الامتحان الأخير. . .
ومن اليوم الأول للإسلام توالت الامتحانات الإلهية للمسلمين واحداُ تلو الآخر فمن الدعوة السرية ثم الحصار في شعب أبي طالب إلى الهجرة نحو الحبشة والطائف وأخيراً المدينة . .
وبعد الهجرة بدر وأحد والخندق وحنين و. . و. . و . .
حتى جاء الامتحان الأخير . . بيعة الغدير
كان الغدير يمثل العقبة الأخيرة الّتي من اقتحمها فقد نجا ومن لم يقتحمها ضيّع تعب سنين طوال من الجهاد وفرّط بنضال سنين من عمره في الإسلام . . في حياته (ص) لم يحدث بعد عيد الغدير أن قامت حرب أو غزوة . . كان هو الامتحان المركزي الذي لا ينفع بعده امتحان . . كان هو الامتحان الذي من فشل فيه فشل في غيره
فشلوا في بعث جيش أسامة . . فشلوا في جلب كتف ودواة ليكتب لهم كتاباً لا يضلون بعده أبداً . . فشلوا في الحفاظ على الزهراء ع وعلى الحسين ع . . فشلوا في كل شيء حتى انتهت دولة الإسلام بعد أن سادت الدنيا
إنه امتحان يكمل فيه الدين وتتم فيه النعمة وييأس بسببه الذين كفروا . . إنه الامتحان الأخير الذي يحدد المصير
إنه يوم الغدير
https://telegram.me/buratha