لماذا سميت بريطانيا بالعجوز واتسعت هذه التسمية لتشمل بقية دول اوروبا حتى صارت هذه القارة تسمى ب(أوربا العجوز) . لاشك في ان البعض سيتبادر الى ذهنه جواب تقليدي وهو" لكونها دخلت الحرب العالمية الثانية وخسرت الكثير من مقدراتها وثرواتها" . اقول الجواب الدقيق هو ان مقياس قوة وضعف الدول وشبابها وهرمها ينقاس على نسبة وجود المستويات العمرية لنسماتها فالدولة التي تمتلك نسبة عالية من الشباب الذي تتراوح اعمارهم من سن ١٨ الى سن ٣٠ هذه دولة فتية والعكس صحيح ولذلك سميت اوربا بالقارة العجوز لان نسبة الشباب فيها تكاد تكون اقل من ٢٥٪ وترتفع لديهم نسبة الشيوخ وكبار السن الذين هم خارج نطاق الخدمة ولذا فإن اكبر واكثر مراكز ايواء المسنين في العالم تجدها. في اوربا لانهم اعتمدوا نظام تحديد النسل منذ زمن بعيد فاصبحت هرمة و تعتمد على العمالة الاجنبية بشكل كبير. ان الشباب هم نبض الحياة فأذا تم تنشئتهم النشأة الصحيحة وتهيئتهم لتحمل اعباء الحياة وبناء الاوطان والدفاع عنها فالوطن بأمان وخير وتطور مستمر. لقد اكد ديننا الحنيف على النشئ واوصانا نبينا الكريم بزرع المبادئ والقيم في نفوس ابنائنا وأكد على التعلم وفي الحديث الصحيح اطلبوا العلم ولو كان في الصين.. وقال رسول الله صل الله عليه واله" اطلب العلم من المهد الى اللحد" وكذلك قالوا التعلم في الصغر كالنقش على الحجر وهذا يدلل على ان مسألة تعليم الابناء واعدادهم بشكل صحيح سيجعل منهم اداة نافعة وسيكونوا قوة ضاربة وسور منيع لايمكن اختراقه. ولذا فقد تخوف اعداء الله من ان تكون الدول الاسلامية بهذه القوة خصوصا وانها تمتلك جميع المقومات فلديها الشباب ولديها الثروات الطبيعية وتمتلك موروثا علميا وثقافياً عظيمين. ومنها انطلقت اولى الحضارات الانسانية المتكاملة. وهذا هو ما دفع الغرب المتمثل بأوربا وامريكا اضافة الى الخبيثة اسرائيل للتفكير العميق والمتواصل بأيجاد السبل والوسائل لتحطيم هذه المنظومة المجتمعية المتناسقة التي يكمّل بعضها بعض فلديها الايمان بالله والدين الحق ولديها المبادئ والاخلاق النبيلة ولديها موروث علمي وحضاري متجذر مذ خلق الله ادم ولديها الطاقة الشبابية المستدامة. لذلك نجد ان الشباب مستهدف منقبل الاعداء فجميع الحروب التي سجلها التاريخ والحروب التي شهدناها وعاصرناها في حياتنا جميعها كانت تستهدف الشباب وتستنزفهم لانهم الخطر الاول الذي يهدد مشروع الشيطان في حال كانوا شبابا مؤمن. وتعرضت المجتممعات المسلمة لانواع واجيال من الحروب كان اخرها ( الحرب الناعمة) مهمتها استهداف القيم ووالمبادئ والاخلاق النبيلة وضربها واسقاط الرمزية (القدوة) ، وجر الشباب الى الابتذال والالحاد والتمرد على الله والعزوف عن الايمان والانجرار وراء الشهوات والملذات وتقليد الغرب. وطبعا هذا ما يسمى بالاحتراق الذاتي اي بمعنى اخر ان الهدف(الشباب) يقتل نفسه بنفسه والعدوا يتفرج على الضحية وهي تنفذ مخططه الخبيث من خلال برامج ناعمة مدروسة ومعدة بدقة وتقنية عالية تقدم للمجتمعات المستهدفة بالمجان رغم انها قد كلفت العدوا مبالغ طائلة لكنها اثبتت نجاحا كبير في التأثير على المراهقين المندفعين وسريعي التأثر خصوصا وان معظم المجتمعات الاسلامية متعبة وفقيرة اما بسبب الحروب او الهيمنة والسيطرة على القرار السياسي والاقتصادي فيها ووجود حكومات عميلة ومتواطئة مع العدوا ولذا نجد ان هذه المجتمعات تئن من العوز والفقر والشباب يعاني من البطالة والكبت النفسي واللتجهيل الممنهج فلا توجد بيئة صالحة للتنفيس والترفيه وتفريغ الطاقة الكامنه فيه فيضطر الى التمرد والانحراف وتقليد الغرب والانغماس في برامج تستدرجه الى الابتذال استدراج ناعم وبهذا تكون هذه البرامج الناعمة امضى من السلاح التقليدي الصلب لان السلاح الصلب يقتل الاشخاص اما السلاح الناعم (حرب ناعمة) فانها تقتل المجتمعات وتستهدف عقول الشباب.. لذا على المؤسسات الثلاث المؤسسة الدينية والمجتمعية والحكومية الاهتمام بالشباب وتنميتهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة وتوظيفهم والاستفادة من طاقاتهم من خلال برامج واستراتيجيات صحية وجادة للنهوض بهم وبالتالي تأسيس دولة قوية ومجتمعات ونظيفة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha