جمعة العطواني ||
يمكن القول بوضوح ان اكثر دولة من الدول المشاركة في القمة المزمع عقدها في الرياض الاسبوع المقبل من حيث الوضوح والصراحة في تحديد هذه القمة هي امريكا.
تعلمنا من الادارات الامريكية المتعاقبة انها لا تحترم اصدقائها، لان هذه الصداقة في نظر امريكا ليست مبنية على التكافؤ والاحترام المتبادل، بقدر ما انها مبنية على اساس ( التابع والمتبوع )، او( السيد والعبد).
لهذا منذ اعلان موعد هذه القمة والتي تسبقها زيارات للرئيس الامريكي بادين الى الكيان الصهيوني والضفة الغربية ومن ثم الى السعودية اعلنت الادارة الامريكية ان هدف الزيارات والقمة هو( امن اسرائيل)، وان ما اسماه بايدن بعملية ( التكامل ) بين اسرائيل ودول المنطقة ياتي من اجل حماية اسرائيل وفتح العلاقات فيما بينها وبين دول المنطقة على اعلى المستويات .
كل التصريحات التي تحدث بها الرئيس بايدن والمقال الذي كتبه قبل ان يسافر الى فلسطين المحتلة يتحدث فيها عن امن اسرائيل، ليس اكثر.
اكثر من ذلك فان بايدن قد( اراق) اخر قطرة في ماء وجه الرؤساء المشاركين في القمة المرتقبة عندما اعلن عن ( صهيونيته) اما الراي العام الدولي فضلا عن الراي العام العربي، واكد ان الصهيونية ليست حكرا على اليهود، وانه صهيوني بامتياز.
رغم هذه الصراحة والجراءة في اعلان اهداف القمة المرتقبة الا اننا نرى قادة الدول العربية ( المطبعة) او التي تنتظر التطبيع تحاول التهرب من هذه الحقيقة ، وذلك من خلال حرف الحقيقة عن مسارها ببيانات او تصريحات تزعم ان الزيارة تهدف الى توشيج العلاقات بين دول المنطقة دون ان تذكر ( دمج اسرائيل بهذه الدول).
بالنتيجة يمكن لنا اختصار اهداف هذه الزيارة بالنقاط التالية بناءا على ما ذكرته الادارة الامريكية وهي:
١ - ان الزبارة تهدف الى ايجاد ( تكامل) بين الدول العربية المشاركة في القمة وبين الكيان الصهيونى .
٢- ان القمة تهدف الى تشجيع باقي الدول العربية على ضرورة التطبيع ، وقد اكد بايدن صراحة ان ( سفرة بالطائرة مباشرة من تل ابيب الى الرياض هي رسالة طيبة للتطبيع بين الجانبين )، وان الايام المقبلة ستشهد فتح الاجواء للطيران بين الجانبين في رحلات الطيران، وهذه الخطوة تعد من علامات التطبيع السياحي .
٣- المطلوب من العراق ان يدعم الدول الفقيرة المطبعة بتقديم المساعدات الاقتصادية لدعم تلك الدول، مثل ادخال الشركات الاردنية والمصرية وبناء محطات تصفية داخل الاردن لتصفية النفط العراقي واعادته الى العراق من جديد ، باسعار كبيرة فضلا عن مد انبوب النفط من البصرة الى ميناء العقبة ومن هناك الى مصر ، باسعار تفضيلية .
وكذلك اعفاء البضاعة الاردنية من الضريبة الكمرگية .
٤- المطلوب من العراق مستقبلا ان يفتح ابوابه لزيارة الصهاينة الى الاثار الدينية لزيارتها في العراق وفق ما نص عليه قانون التطبيع العراقي ( حظر التطبيع مع الكيان الصهيونى ).
٥- طبعا يجب ان لا ننسى الوضع الدولي واهميته فيما يتعلق بازمة الحرب في اوكرانيا ، حيث ان المطلوب من دول المنطقة الخليجية ان تزيد انتاجها من الطاقة لتعويض النقص الكبير في انتجها بسبب الحظر المفروض على روسيا.
٦- نعم يحاول بايدن ان يوجد تطمينات لتلك الدول فيما يتعلق بالملف النووي الايراني، وهو( الشماعة) التي تستغله اسرائيل والدول المطبعة معها لتبرير التطبيع وبناء علاقات مع هذا الكيان .
https://telegram.me/buratha