مازن الولائي ||
قبل إنطلاق انشودة سلا.م فر.ماند.ه لم يكن الأمر بهذا التوجه عند عموم الشيعة، والأمر مختصر على مجموعة هنا ومجموعة هناك، تجتمع بشكل ليس جدا عميق، إنما هي طقوس قد الجامع لها مثل دعاء الندبة تارة وتارة دعاء الفرج، أي ليس على نطاق استنهاض الهمم، ولا على مستوى تحريك بحر من المشاعر يصبح طوفان عابر للجغرافيا التي أسسها العدو لأجل خنق الثورات الشيعية بين قوسين، "اتفاقية سايكس بيكو" لأن الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم والممهد هو الوحيد الذي يقول به أغلب الشيعة في العالم وليس كل الشيعة!
إذا ماذا حدث حتى فجأة تحترق القلوب ويتقد العشق؟! وتلتهب الأرواح وكأنها تذكرت أن لها أمام غائب وهي بحاجة له اليوم على وجه العجل، لتخرج القلوب والأرواح تقطر دما، وحبا، وغراما تريده أن يغيثها ليس بما كان من دعاء عبارة عن ألفاظ قد لا أثر روحي ومعنوي عميق فيها!
ماذا جرى؟ وهنا يمكن الإجابة على سبيل التحليل والفرضية؛
أولا؛ أن الأمر والتدهور الذي جرى من خلال عمل إعلام الاستكبار والطواغيت والمواقع الإلكترونية التي خصصت لحرفنا عن العقيدة والعقائد، والحوزة، والعلماء، وكيف أن الكثير من الشيعة ترك الصلاة والتدين، بل الكثير من الرواديد الحسينين أصبحوا مغنيين وراقصات ليل! مجرد نموذج ولكم الخيال!
ثانيا؛ حسب رواية الإمام وقوله ( إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء ، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا ..) أي نحن نراقب ومتى جد الجد سيحصل التدخل، وقبل ميقات الأنشودة كانت الأمور ذاهبة الى غير نصابها حتى أصبحت مراكز الأبحاث ومثل المهدي عجل الله فرجه على لسان الرئيس الأمريكي بايدن يبحث عنه وعن أنصاره، ومثل محمد بن سلمان الحقير يستهزأ بالمهدي ومعهم قطيع من الجهلة فاقدي البصيرة والرأي!
ثالثا؛ من أعطى وعد بالتدخل مثل الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف لا يمكن ينظر للامة وهي تغرق وهنا لابد من علاج ومهدأ، ومقوي للعقيدة وهو الحدث الجماعي الذي يسوق المؤمنين بنظرية العقل الجمعي المبصر والواعي، لأزاحة التراب من الجواهر التي تحتها ليغري لمعانها وبريقها من يسحرهُ جمال المثمنات.
رابعا؛ لكن كيف ذلك؟! وكيف مثل الإمام وهذا الكلام فرضية وتحليل للاحداث، كيف يحرك الأمة بنحو يصبح جريا مع الأسباب الطبيعية وليس على نحو المعجزة، إذا لابد من وسيلة منطقية تركب براق البركة، فكان طلب الولي الخامنائي المفدى من الشعراء هو أول لبنة هذا البناء الممهد الذي لن يتوقف بعد الآن.
خامسا؛ إذا قيمة التجمع والإنشاد بهذا الشكل هو نوع فن وإعلام إبداعي طالما طلبه الولي من المؤسسات ذات الصلة أن تقوم به وقد حصل ببركة أنفاس مراجعنا نواب الإمام ورعاية المنصوصة "إنّا غيرُ مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أو اصطلمكم الأعداء ، فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا"..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..