نعيم الهاشمي الخفاجي ||
زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الخليج لم تكن مفاجئة وليست جديدة، بل دول الخليج بشكل خاص لم تصبح دول مستقلة في إرادة شعوب دول الخليج، وإنما كلنت هناك مصلحة دولية في إسقاط الدولة العثمانية وتقسيم تركتها إلى دول صنعتها دول الاستعمار كدول مستقلة بالظاهر وتمكين عملاء ليصبحوا حكام وملوك وامراء على الدول العربية المستقلة وفق اتفاقية سيكس بيكو، بل تعمد الاستعمار على ابقاء سواحل الخليج وجزر صغيرة مناطق محتلة إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي ومن ثم نصب عليهم حكام يخدمون الاستعمار وليس شعوب تلك المنطقة واعترف في استقلال شكلي بحيث لازالت القواعد الجوية والاساطيل البحرية تحتل أكثر من نصف أراضي دول خليجية مستقلة في الشكل.
كل الادارات الأمريكية من الجمهوريين والديمقراطيين ينظرون للسعودية بقرتهم الحلوب التي يجب أن تبقى خاضعة لشركات الحلب الأمريكية والغربية، السعودية ودول الخليج سوق لتصريح بضائع الشركات والمصانع الأمريكية والغربية، هناك اختلاف مابين الجمهوريين والديمقراطين حول طريقة الحلب، ترامب يريد الحلب بالعلن بينما الديمقراطيين يريدون الحلب خارج الكلام بشكل مباشر في الإعلام مثل مافعلها ترامب مع الملك وولي العهد السعودي، السعودية أداة لتنفيذ مشاريع أمريكا وتمويل حروبها الباردة والساخنة، واجب السعودية دفع فواتير حروب الناتو من أفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا ……الخ.
بالانتخابات الأمريكية أصبحت السعودية وارهاب الوهابية أحد اهم الدعايات الانتخابية مابين الديمقراطيين والجمهوريين، كل طرف لديه خطته في استغلال ملف الإرهاب الوهابي بمعركته الانتخابية، ترامب رفع شعار معاقبة السعودية والوهابية حال وصوله للبيت الأبيض شد الرحال للسعودية وحلبهم حلب مبرح وبالعلن، قضية قتل خاشقجي استغلها بايدن لمعاقبة السعودية النتيجة وصل للبيت الأبيض لم ينتقم من السعودية بل بقي يحلب بهم، لكن لم يقم بايدن في زيارة للسعودية، تاخير للزيارة تسبب في اسهال فيروسي شديد لدى الإعلام البدوي الخليجي، وبعد مايقارب السنتين على انتخاب بايدن ها هو يأتي بزيارة للخليج وكتب مقال قيل زيارته في صحيفة «الواشنطن بوست» بعنوان: «لماذا أزور السعودية» شارح فيه أسباب زيارته المرتقبة لمنطقة الشرق الأوسط، وتحديداً إسرائيل والسعودية. الإجابة لاتحتاج بحث معمق لماذا بايدن يزور السعودية، فهو يزور بقرته الحلوب وليست كونها أرض الحرمين، والاعتدال، بل الرئيس الامريكي وشعبه يعرفون كل الإرهاب ذات الصبغة الإسلامية فهو اسلام سعودي وهابي بشكل خاص، الآن يشهد العالم حرب مابين الناتو وروسيا عبر اوكرانيا، أمريكا مكتفية ومصدرة للبترول والغاز، العالم متجه نحو الطاقة البديلة، العقوبات الأمريكية الأوروبية على روسيا غير مؤثرة بظل اعتماد أوروبا على الغاز والبترول الروسي، لذلك زيارة بايدن بالدرجة الأولى تخص اسرائيل، تجاه بايدن من واشنطن إلى إسرائيل واصحب معه رئيس وزراء اسراىيل في رحلة مباشرة مابين اسراىيل إلى الرياض للسعودية لحضور اجتماع بايدن مع ملك السعودية وولي عهده وكذلك حضور القمة الأمريكية الإسرائيلية الخليجية، الزيارة تدخل في تسليم الخليج إلى القيادة الإسرائيلية، وكذلك بايدن يأمر السعودية وقطر والإمارات والكويت في تزويد أوروبا بالغاز والبترول ومحاولة حرمان روسيا من بيع البترول والغاز إلى اوروبا، من يقوم بهذه المهمة هي دول الخليج دول الرجعية العربية،
خلاصة القول هي أن الرئيس بايدن يزور السعودية، لأنها البقرة الحلوب وممول جيد للحروب الأمريكية الباردة والساخنة، ودولة محورية مهمة في نشر الكراهية والقتل واستهداف الدول العربية المقاومة من خلال العصابات الوهابية في اسم المعارضات العربية لحركات الإخوان المتوهبون، السعودية بقرة حلوب ورائدة في مجال خدمة المصالح الصهيونية، نعم أن الرئيس بايدن يزور السعودية، لأنها بقرة حلوب وتبقى السعودية ودول الخليج المكان المفضل لتسويق منتجات المصانع الأمريكية الغربية للبضائع المدنية والعسكرية بايدن لايهمه نشر الديمقراطية بقدر مايهمه أن تبقى السعودية البقرة الحلوب لمنتجات المصانع الأمريكية وممول جيد لحروب أمريكا الساخنة والباردة.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
https://telegram.me/buratha