عباس زينل||
سوء الإدارة وتخبطها في العراق وصلت لدرجة لا يطاق، بحيث أوصلوا جميع الناس لمرحلة يبحثون عن التعيين في دوائر الدولة، مرة من المرات صعدت مع سائق تكسي وبدأ يتحدث عن معاناته، وعن مشاكل العراق والفساد في الوزرات والمؤسسات، بعد ان اكمل حديثه قلت له ماذا تريد؟ قال أريد أن التعيين حالي حال اي مواطن عراقي، سألته عن تحصيله الدراسي، أجاب بأنه امي لم يكمل حتى الدراسة الابتدائية، قلت له عزيزي أنت لا تملك حتى الشهادة الابتدائية في اي مكان تريد التوظيف؟ قال في اي مكان كان المهم أضمن مستقبلي، قلت انا تحصيلي الدراسي الهندسة المدنية وللآن لم أحصل وظيفة، لو وظفوك في إحدى الوزرات او المؤسسات كيف ستخدم البلد وبأي طريقة؟ قال حتى لو وظفوني في السلك العسكري! هذا كان إنموذجا بسيطًا للشعب العراقي.
فعندما يرون التخبطات والفساد الإداري والواسطات تعمل المستحيل؛ الجميع يطالب بالتعيين حتى لو كانوا يعلمون بأنه ليس باستطاعتهم تقديم خدمة للمؤسسات،
نعم الجميع يملك الحق بمطالبه حقوقه وضمان مستقبله، ولكن هذا لا يعني ان ازيد الطين بلة، الان العراق من أولى الدول من حيث عدد الموظفين، ماذا لو زاد العدد اكثر من ذلك، هل نملك خطة لإنقاذ البلد من العجز، ومن سيتحمل العجز الاقتصادي غير الشعب.
أيها الاحبة نعم نحن نعترف بفساد المؤسسات وسوء الإدارة، ولكن هذه لا تمنعنا من التعاون مع الدولة، والتفكير في الحلول المناسبة، فالوضع متوجه نحو المجهول، الدول المتقدمة تفكر الاستغناء عن النفط وإيجاد البدائل، الكثير من الدول ماضون في إستخدام الطاقة النظيفة، كون المناخ يعاني تغييرًا كبيرًا،
الان قد يقول البعض هذه ليست مسؤوليتنا نحن الشعب، نعم هذه مسؤولية الدولة ولكن الدولة تدار من قبل الشعب، فأنت اليوم طالب غدًا سوف تمثل مؤسسة حكومية، إرادة الشعوب أقوى من الطغاة، هذه لا تعني بأن تعرض أمنك القومي أمن الدولة لخطر، وإنما انت من خلال مؤسستك ومع جمع من الموظفين، تستطيعون الضغط على أصحاب المسؤولية لإيجاد الحلول، عليكم اقتراح الأفكار عليكم تقديم الجهد من اجل الدولة، وان لم توصلون إلى حل؛ فبإمكانكم إسقاطه وتغييره والإتيان ببديل أفضل.
ولكن للأسف أغلب الشعب يعيش بمبدأ الاهم هو بيتي وراتبي وسيارتي، ولتذهب الدولة والحكومة إلى الجحيم، الأغلبية كسالى لا يفكرون أبعد من خشومهم، مصالحهم الشخصية هي الأولى والأهم.
لو تلاحظون لم أذكر فساد المسؤولين كثيرًا، نعم فهذه الأمور أصبحت معروفة وواضحة للعلن، فالحل هو بيد الشعب، الشعب الذي يمثل المؤسسات ويديرها، الشعب الذي يفكر كيف يصل إلى دائرته ويخرج فطوره ويأكل، ثم ينهي دوامه باللعب على هاتفه، ثم يعود إلى منزله ليمسك هاتفه أيضًا، ويكتب في التواصل عن فساد الدولة!
المشاكل كثيرة ولو سردنا في الحديث لما وصلنا للنهاية، ولكن هل فكرنا يومًا ماذا لو خلص النفط في العراق؟ هل فكرنا ماذا لو واجهنا شحة مائية حقيقية؟ اجزم لا احد يفكر في ذلك فالجميع في سباق كيف يهتم بمصالحه الشخصية، الجميع مسؤول عن هذا الوضع المزري، إبتداءً من أصغر مسؤول في الدولة وصولًا لرئيس الوزراء.
يجب ان نجهد كثيرًا ونعمل ثورة فكرية، يجب التفكير جديًا لإيجاد الحلول المناسبة،
لأن توظيف بائع الشاي في مؤسسة عسكرية ليس هو الحل، بل هو إضافة مشكلة جديدة لمشاكلك في المؤسسة، فكلما كثر أعداد بائعي الشاي في المؤسسة العسكرية؛ لكان سقوط الموصل أسهل بكثير جدًا.