لمى يعرب محمد||
"فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه" عبارة طرقت أسماعنا دائما ورسخت بعقول المتشيعين في العالم، ما معنى هذه العبارة وما أهمية الشخص التي قيلت بحقه؟..
قبل الخوض في دلالات معنى الجملة بصورة خاصة وحديث الغدير بصورة عامة، يجب أن نؤكد إن هذا الحديث من الأحاديث المتواترة الثابتة في كتب الفريقين، والتأكيد أيضا بان لفظة " المولى" التي نستدل بها على جعل الإمامة لعلي(ع) من قبل النبي(ص)، موجودة في جميع الصيغ الواردة في كتب علماء المسلمين جميعا.
استعملت لفظة "المولى" بالقران الكريم في معان عدة، " واعتصموا بالله هو مولاكم" أي المتصرف بالأمر و سيدكم والمتصرف فيكم، وكذلك وردت بمعنى الناصر والوارث، والموالاة هي المودة والمحبة وهي ضد المعاداة، إن حديث الغدير وما يدور فيه من نقاشات يدل إن النبي (ص) أراد أن يتولى بنفسه مهمة الإعداد الفكري والعلمي لموالاة علي(ع)، وكان هذا المنهاج التربوي والحادثة الإعلامية ترسيخا لولاية أمير المؤمنين(ع)على مدى العصور والأزمنة.
"علي" هذا الاسم الذي ميزه الله بميزات نادرة وصفات فريدة فلم يعرف التاريخ الإسلامي أعظم منه ولن نجد شخصا واحدا تتوافر فيه تلك الصفات على الرغم من كثرة من يتصفون ب"علي" في وقتنا هذا، تشير الإحصائيات إن اسم "علي" من أكثر الأسماء شهرة في العالم، فهو سيد البلاغة وأبو الكلام والنحو وقواعده وهو القائل " إن الأشياء ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر "، ربما كان الإمام علي(ع)يريد أن يوصي رعيته بالتمعن بظاهر أمورهم وبواطنها- تداركوا أموركم لعلكم تفلحون- وهو العالم و الجواد والسخي والحليم وصاحب الصفح والزاهد والعابد والمخلص والشجاع والعادل كل صفة بقصصها التي ينقلها لنا التاريخ ويرويها الرواة.
حتى قال رسول الله (ص) "كفي وكف علي في العدل سواء"، و"يدي و يد علي بن أبي طالب في العدل سواء، و"إنه أوفاكم بعهد الله تعالى، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية.
يحكى إن هناك شخص يدعى شريح بن حارث الكندي ولد في اليمن، ومات أبوه وهو في العاشرة من عمره، استولى عمه على مال أبيه، فشعر شريح بظلم كبير وسيطرة عليه فكرة العدل الذي تستحيل بدونه الحياة، سمع إن عليا بن أبي طالب جاء من المدينة المنورة يدعو أهل اليمن إلى الإسلام، فأسرع إليه يسأل عن هذا الدين الجديد، قال: أتلو عليَّ شيئا من كتابكم، قال علي: يقول الله" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي" قال شريح متعجبا يأمر بالعدل وينهى عن المنكر والبغي!.. أضاف علي ويقول تعالى أيضا "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" العدل مرة أخرى!.. وماذا يقول رسولكم؟.. كان علي يعرف قصة شريح مع الظلم فجاءه بالحديث المناسب يقول الرسول " إنكم تختصمون إلي فأيما رجل منكم اقتطعت إليه حقا من أخيه لم يكن يستحقه فكأنما اقتطع له قطعة من النار يطوق بها يوم القيامة" قال شريح:والله ما سمعت أحق ولا اعدل من ذلك!.. ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمد رسول الله..