لمى يعرب محمد ||
في صباح يوم غزير المطر، وهو كعادته في مناخ استوائي لدولة الهند، حيث يستمر المطر لأيام بل لأسابيع، وأنا اخرج صباحا اذهب إلى كليتي أتأمل الطبيعة المتنوعة في هذا البلد العجيب، مختلف البيئات والطبيعة والديانات، وعندما أنهيت محاضراتي وأنا بطريق رجوعي إلى شقتي، وفي ساحة العمارة التقيت بجارتي التي تسكن في العمارة المقابلة للعمارة التي اسكن فيها، جارتي اسمها "شابرا"هندوسية الديانة تبلغ من العمر حوالي خمسين عاما، ذات شخصية متشددة كلما تراني تترقبني بحذر لأني مرتدية الحجاب والزي الإسلامي وهي من ديانة مختلفة، مررت بجانبها وقد ألقيت التحية عليها، ولكنها كانت منشغلة وهي واقفة تحت المطر رافعة رأسها إلى السماء، سمعتها تتكلم وتقول" Ali madd " علي مدد، جلبت انتباهي ودهشتني هذه العبارة، هل تعرف "شابرا" الإمام علي(ع) وكيف تعلم به وهي من غير ديانة وبلد بعيد كل البعد بالمسافة والمعتقدات والديانة وهل تقصد شابرا الإمام علي (ع) نفسه أم غير علي؟!!..
هذه الأسئلة التي تشابكت بذهني بجزء من الثانية وأنا مندهشة كل الاندهاش، قررت أن أرجع بخطواتي وأذهب إليها وأطرح عليها بعض الأسئلة، عدت إلى شابرا وقلت لها سمعتك تتحدثين إلى السماء، ممكن تقولين لي ماذا كنت تتكلمين؟.. فقالت كنت أقول "Ali madd “علي مدد، قلت لها ومن هو علي؟!.. قالت أنا لا أعرف من هو علي بالتحديد ولكن ما أعرفه عنه هو "A brave knig and a gentleman "انه فارس نبيل ورجل محارب شجاع وله في السماء مكانة خاصة ونحن من عاداتنا عندما ينزل المطر ولدينا أمنية صعبة التنفيذ ننادي باسم هذا الفارس النبيل تتحقق الأمنية، وأنا لدي ابنتي متزوجة منذ سنتين ولن تنجب طفل لحد الآن، لهذا السبب أنا واقفة تحت المطر واحدث السماء !!..
حينها تحدثت لها بوصف عام عن الإمام علي (ع)، هو أبن عم نبي الإسلام النبي محمد(ص) وزوج ابنته ومن أولاده الحسن والحسين (ع) ولد داخل الكعبة مكان الحج لدى المسلمين واستشهد بمدينة النجف في العراق، وبعد أشهر حملت "نانجي" ابنة "شابرا" وقد زاروني في شقتي وأهديت لهم لوحة صغيرة مرسوم فيها الإمام علي وبجانبه الإمام الحسين والإمام العباس (ع)، قد جلبتها معي من مدينة كربلاء إلى الهند، بعد مضي فترة الحمل ولدت نانجي ولدا وقد أسموه "ألي" بمعنى "علي" حسب لفظهم ونطقهم للكلمة، الطفل علي من مواليد 2007 وهو احد كرامات الإمام علي(ع) لأناس من غير ديانة يعبدون الحيوانات ولهم عاداتهم وطقوسهم الخاصة بهم، ما أكرمك يا سيدي ومولاي أبا الحسن!..
هل من متفكر!!..
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha