حيدر عباس الطاهر
ان المتتبع لظاهرة انتشار ما يسمى بالمثلية الجنسية اوما يطلق عليه حديثاً "العبور" الجنسي او "العابرون" وما يصطلح عليه في مفهومنا العربي كنوع من انواع الشذوذ الجنسي بغض النظر ان كان المتحول رجل او امرأة .
حيث يعد الشذوذ الجنسي مرض نفسي يصيب الافراد، حاله حال باقي الامراض التي تستوطن المجتمعات البشرية مع تفاوتها من مجتمع الى اخر وحسب ما يحيطه من محددات لكنها تبقى في حكم الحالات الشاذة للتركيبة الطبيعية للمجتمعات.
فقد ساق لنا التاريخ الكثير من الشواهد منذ نشأة الخليقة والى يومنا هذا, وخير مصداق ماذكره القرآن الكريم في قصة نبي الله لوط مع قومه
وكيف كانوا يتخذون الرجال شهوة من دون النساء وكيف كان الرجال يتشبهون بالنساء , وغيرها الكثير من القصص والشواهد على مر العصور والازمنة .
وكما يعلم الجميع الظاهرة تعود لاسباب نفسية ( سيكيولوجية) واخرى بيئية تعمد على الظروف المحيطة بالفرد ومايتعرض له في طفولته من اعتداءات جنسية ونفسية تكون عامل مؤثر في بناء شخصيته في المستقبل .
على الرغم من تحريم الشذوذ في الشرائع السماوية كونها من الامور المحرمة والمنبوذة وتعاقب عليها اضافة الى عدها من الظواهر المعيبة في المجتمع.
سرعان ما تغيرت وتحولت الى مقياس يتم عن طريقه معرفة تطور الشعوب واحترامها لمبادى حقوق الانسان , مدعية انها تدخل تحت تصنيف الحريات الشخصية لما يطلق عليهم الجنس الثالث! .
والغريب في الامر انها حصلت على دعم ورعاية غير مسبوقين قياساً بقضايا مهمة ذات اولوية كبيرة فتكت بالشعوب كالمجاعة والاوبئة والامية والتخلف والادمان والحروب وغيرها الكثير وكأن هناك مخطط عالمي تم اعداده بشكل متقن , ليشمل جميع الدول بغض النظر عن اعتقاداتها وتركيبتها المجتمعية .
والغريب في الامر ؛ ان هناك اصرار دولي يقاد بشكل رسمي من قبل الانظمة الغربية على تصدير المثلية الى المجتمعات وبالخصوص الاسلامية منها مستخدمة كل اساليب الضغط لارغام الانظمة لتسهيل عملية ولوج المثلية الجنسية الى تلك البلدان بأعتبارها حالة طبيعية تحمل غطاء اممي للمساهمة في تشجيع الظواهر الشاذة في تلك المجتمعات على الطفو على السطح وجعلها واقع مجتمعي وعلى الجميع تقبله .
هذا الاصرار رافقه دعم لمنظمات مشبوهة محسوبة على منظمات المجتمع المدني وكذلك دعم شخصيات مؤثرة في المجتمع منها فنية واعلامية و سياسية لتكون الحامي والمروج لمشروع عولمة المثلية الجنسية .
في ظل معطيات خطيرة تتسم بعدم قدرة الانظمة الاسلامية ومؤسساتها على مجابهة المد الغربي والوقوف بوجهه واعداد ستراتيجية تشترك فيها البلدان الاسلامية لايجاد الحلول والعلاجات الناجعة لايقاف هذا السيل الجارف المدعوم غربياً .
وهنا يجب ان تكون الخطط والاستعدادات بمستوى وحجم المشكلة , ومغادرة الاساليب القديمة في خطب ومجالس الوعض المغلف بالنفاق وتدليس الحقائق لانها اصبحت جزء من المشكلة وسبب رئيسي لنفورالمجتمع .
وعليه يجب استخدام نفس الاسلحة الغربية المستخدمة والعمل وفق ما يطلق عليه بالهندسة العكسية, في اعادة صياغة الاساليب المستخدمة للماكنة الغربية تجاه شعوبها وتصديرها لهم من جديد
كما معلوم للجميع ان الغرب استخدم سلاح حقوق الانسان وحرية التعبير لتدمير كل الدفاعات التي تستخدمها الامم لحماية شعوبها من الثقافات والممارسات الدخيلة عليها.
ومن هذا المنطلق صار لزاماً استخدام نفس السلاح واعادة توجيهه نحوهم.
عبر مخاطبة الدول الغربية الداعمة للمثلية ورعاية حقوقها للموافقة على احتضان الحالات المثلية الشاذة التي يثبت شذوذها في المجتمعات الاسلامية ومنحها حق اللجوء ودمجها في مجتمعتها التي تجيزالمثلية وترعى حقوقها , كونها قد تتعرض للتعنيف والاضطهاد, لخصوصية المجتمعات الاسلامية الرافضة لهكذا علاقات .
وهنا سيتضح زيف الشعارات الغربية التي تنادي بها بل سرعان ما ستغادر هذا المخططات لانها لا تستطيع ان تجابه نفس ادواتها فتكون محرجة امام ما الزمت نفسها به امام شعوبها على مدى عشرات السنين.
https://telegram.me/buratha