المقالات

مرسومٌ سماويٌ...بأمرٍ إلهيٌّ


إيفان العودة |||

 

بوصلة القلوب كانت نصفُ تائهة، والعقولُ في غياهب الجُبِ ضائعة ، أتىٰ طابعٌ من السّماء وأنصف من في الأرض، ليبقىٰ نهجُ مُحمّد مُباركٌ بشخصٍ أختاره الرب.

عيد الغدير كما أُطلقَ عليهِ إضافة إلى ذلك هُناك تسميات أُخرىٰ له، هو أحد الأعياد المُبّاركة له خصوصية تختلف عن بقية أقرانه من الأعياد المذكورة والمُتعارف عليها، ثقافة هذا العيد إنسانية سماوية بحتّة لها طابع ملكوتي مختومٌ بأمرٍ من العليُّ الأعلىٰ جبار السّماواتِ والأرض، لم يكُن هذا العيد مخصوصٌ لفئة مُعينّة ولا طائفة محدودة؛ لا بل على العكسِ تمامًا هو عيد الجميع ويُعتبر أبٌ لباقي الأعياد الأُخرىٰ.

نوعية هذا اليوم المُبارك له أبعاد كثيرة تتجلىٰ في معاني متعددة، بُنيّت على مفهومٌ عقائديٌّ ومرسومٌ إلهيٌّ واحدٌ لا غيره هو الولاية، ضمنَ لنا هذا المرسوم عقيدة راسّخة في القلوب.

لم يكُن إختيار الإمام علي(عليهِ الصَلاة والسّلام) إعتباطًا ولا قضية إختيار شخص بسيط يأتونَ به لتسنم منصب بهذا الثقل السّماوي، شخصية الإمام مدروسة من كل جانب فيها فحوى إلهيّة مفادُها لا وليٌ من بعدِ مُحمّدٍ إلا علّي ؛ وعلىٰ الجميع أن يعوا ذلكَ قبل فوات الأوان، ومن سارَ بهم الزمان على مرسى غير مرسى ولايةّ الأميرُ علي فأنتم خسرتُم تجارة الحُبِّ والحربِ ولم تتذوقوا لذة العِشقِ في بحور عينيّ علّي.

فكان الأختيار على شخصية كـ الإمام علي(عليهِ الصَلاة والسّلام) أختيار وراءه مضامين عميقة، لضمان وحدة الإسلام المحمديّ الأصيل، فعلىٰ مر السنين غُبنّت الكثير من المفاهيم بسبب عدم مفهومية ثقافة الإمام علي(عليهِ الصَلاة والسّلام) مرتبطًا ذلك بيوم الغدير الذي أعلنه النبي مُحمّد(ص) أمام الناس أجمع؛ على الرغم من وضوح معايير هذا اليوم؛ إلا أن البعض يتجاهل ما حدث لأسباب نفسية فيها سمومٌ سُّفيانية بُغضًا بالولي؛ وأمتّدَ ذلكَ من يوم الغدير مرورًا بعاشوراء إلى الآن وهم يتربصون إلى من يعتقد يقين الإعتقاد بالولاية.

من يوم الغدير وهم يتربصون لكل من يُسّير على نهج الأمير، لأنه النهج الوحيد الذي ضَمنَ حق الإنسانِ كـ إنسان وحق الطفلِ كـ طفل وحق الشابِ كـ شاب وحق المرأة وغير ذلك؛ بإختصار يوم الغدير أتاح لكل العِشاق الإعتراف بما في قلوبهم بكُل وضوح دون وجلّ.

نوعية الخطر الذي كان متوارد في ذلك الزمن أدركهُ النبي مُحمّد(ص) بأمرٍ من الله عزّوجل، فخطورة ما حدث في حينها لها إرتباط وثيق بما يحصل في وقتنا الحالي، تكمن الخطورة في مضامين لا يُبصرها أحدٌ سوىٰ أشخاصٌ أثبتوا صدقَ ولايتهم للأمير علي ومن تبعَ نهجُ علي.

مراسيم السماء التي تأتي إلينا من الله عزّوجل كثيرة وعميقة جدًا، لكن نحن لم نرىٰ مرسومًا أبصرَ قلوبنا قبل عقولنا كمرسوم تنصيب الأميرُ علي، علّيٌ أختاره الباري عزّوجل أميرًا حتىٰ لا يفقد الدّينُ معناه، أيُّ معنىٰ هذا؟

أنهُ معنىٰ عميق يفقهُ الله ومُحمّد ومن تَبعَ نهج مُحمّد؛ "ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَامَ دِينًا".

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك