سلمى الزيدي ||
على الرغم من قرب المسافات بالأَبعادِ وَالمقايِيس الدنيَوية بَين المخلوقات البَشرية! فَقَد تطابَقنا بالفعاليات الحَيَوية على يَد الله تعالى بسائِر الخَلق سواءً الأنس وَالجن! وكانَ ما يَربطنا مِن تَنفيذِ أَمر الخالِق هو ( لِتَعبُدون )، ولكن هناك بُعدٌ بَين الأَفكار الربانية وَمَجسات التقوى الألاهية بدَرجات متفاوتة، حَسَب صياغَة مَفهوم العبادة وَالطاعة الخالِصَة.
لو شاءَ الله لَجَعل الناسَ أُمَةً واِحدَة، لكنهُ وَبعلمٍ خَفيٍّ وغايَةٍ مُدرَكَة وَعلى مَرِّ الدهُور، أَنزَلَ أَحكامَ العِبادًةً وَقوانين السَماءِ على لِسان أَنبياءهِ وَرُسُله، وختامَها رَسول الله ( محمد) ( ص)،
لا فَرق بينَ الناس حِينَ يَعبدون الله وَحدَهُ لا شَريكَ له، لكن الفَرق هو بما جاءَ به الله على لِسان وَحيَهُ وعَلى بَصيرَةِ نَبيه، بالتَقَربِ وَالموالآة لِمن هُم أَقرَبُ إِلى الله زُلفى ودَرجاتٍ من التَقوى كما ذَكرنا سابقاً، جاءَ هذا حسب قانون رباني وَضَعَت أَسبابهُ وَمجرَياتَه وَمفاهيمَهُ بأُمِّ الكتاب وبالحُجَج وَ البراهين الواضِحات، نَذكُر منها مِثالاً بما جاءَ من الله على لِسانِ وَحيه الى رسولنا في واقِعةِ ( غَدير خُم ) ( يا أَيها الرسول بلغ ما أَنزل إِلَيكَ من رَبك وَإِن لَم تَفعل فَما بَلَّغْتَ رِسالَته) .
جاءَ كلام الحَق وَالصدق بالقول وَهو أَمرٌ قَد قُدِر، لاحَ بالأُفقِ القَريب وَزَلزَلَ الأَسماع وشَرَحَ المفاهيم، ما الذي كانَ غَير مَفهوم ومَعلوم في كلام النبي حينها وتَوصياته؟! هل كان المكان؟ فَبُعِدت عليكم الشقه لا بل كُنتم حاضرين بأَجسامكم ومسامعكم! او الزمان والتوقيت قَد جاءَ من الله في ساعةٍ لا رَيب فيها، كُل شيٍ كان مَفهوم وواضح للعيان بلُغة فلسَفة العقل بكلماتٍ لا مَقطوعةٍ وَلا مَمنوعة، تَعيها أُذنٌ صاغية يَفهَمها الجاهل قَبل العالم والمَظلوم قبل الظالم، فِبارَكتم للولاية الخالِصة ( لِعلي ) وَما لَبِثتم إِلا أَياماً مَعدودات حتى أَنكرتم الولاية بعد رسول الله لا بل أَنكَرتم الواقعة بِرُمتِها! كأَكبر جَريمَة في تأريخ النفاق والالتفاف حول ولاة أُمورَكم ما خفتم من الله والرسول بتجَرُأَكم على وصيته؟ وبجرمكم وَتربصَكم للعداء لمحمد وآله، تأَخرون خَلَفَ النبي رابعاً! ما كانَ عندنا عليٌ آخراً أَو رابعاً كما تَتَصورونْ، عليٌ حَيثما وُجِدَ يَبدَأ العَدّ، قَذَفَ اللهُ حُبَ عليٍّ وَأَلقاهُ عَلَينا كَما أَلقَت أُم موسى أبنها من شِدَّةِ الحُب! سَتُحاكَمون بمحكَمة العَدل الإلاهي يومَ تعمي عيونَكم من ضِياءِ نورِ منابِرنا مع إِمامٍ مَعصوم، ما خفتم من ( وَقِفوهُم إِنهم مَسؤولون ).
لَم يَجد المُخالفون على ثباتنا وَرفضِنا أَي دَليل يدينُنا، سوى تحويرَهُم وَتَضليلَهم لِلحَقائِق وَالدَلائِل وهذا حَسَب رأيَهُم سَيَخلُق ثَباتاً على الأَقل لأجيالَهم القادِمة بهذهِ الأَفكار العَقيمَة الضَريرة، أَمام الخَطر والمَدّْ الشيعي الرافضي كما يَدعون! عُميت أَبصارهُم وَغيروا مسارهُم فَتَخبطت أَرجُلَهم قَبل رؤوسَهم، وَهذا أن دَلَّ فَيَدُل على خَيبَة مَسعاهُم وسوءُ عاقبَتَهُم، لَم يَكتَفوا بالكلام وَالإِعلام بَل اَطلَقوا الفتاوى التَكفيرية بنكهةٍ وَهابية، تَدعوا للقتل والذَبح والتَفجير لكل من أتَخَذ للنبي وآلهِ سَبيلاً، لكل من يوالي علي منذ يوم الغَدير وَليومنا هذا، لَكَ الحَمد اللهم على التَمسك بسَفينة النجاة بعلي قَسيم الجنة والنار، لَكَ الحمد والشكر على شفاعة محمد وآله الأَطهار.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha