علي حسين الاشرفي||
إن ما يحدث اليوم في طهران، هو إنقلاب على النظام العالمي، الذي إستمر منذ القرون الوسطى، ورسخ هيمنة الغرب الإستعمارية، والسيطرة على الثقافة، والإقتصاد، والتكنولوجيا.
إنهارت هذه السيطرة اليوم، في أحداث طهران التي أصبحت مركز تحالف دول حقيقية، لها جغرافية، وتاريخ، وثقل حقيقي، مثل روسيا، وإيران، وتركيا، فدول هذا المحور هم ليس دول وهمية إبتدعها الإستعمار، لتكون بقيادة إسرائيل، لتقودها نحو الأوهام والتطبيع.
تعتبر قمة طهران هي بداية النهاية، لنظام لم يتصدى له طيلة فترة قوته، سوى الإمام الخميني ( قدس ) حيث نعته بالإستكبار، وعمل على إضعافه وزواله.
اليوم وبعد 43 عامًا من الصمود، قد إستطاع السيد المستطاب، علي خامنئي ( مد ظله )، أن يكمل ما بدأ به الإمام روح الله، وينهي الإستكبار بتحالفات أقل ما يقال عنها ( دقيقة )، رسمت نهاية الإستكبار بصورة صحيحة.
روسيا وإيران هي مصادر الطاقة الأكبر بالعالم، تركيا وإيران هي مصادر الغذاء ( الخضروات والفواكه) والسلة الغذائية الأكبر بالعالم، روسيا تعتبر المنتجة للقمح وزيت الذرة الأكبر بالعالم، تركيا وإيران هي المياه الدافئة والطرق البحرية والخليج والطريق البري القديم، الرابط بين آسيا وأوربا، بالإضافة إلى إن مساحة روسيا وتركيا وإيران تعتبر أكبر من مساحة أي قارة في العالم، هذا من غير إحتساب روسيا وإيران، هم أقوى الدول النووية.
وهذا اللقاء طبعاً، هو بمباركة من الدولة الصينية، التي تعتبر المصنع الأكبر للعالم كله، بالإضافة إلى الهند المتوقع إنضمامها للمحور، بوقت قريب.
حتى السعودية، لا يمكنها الصمود والإستمرار تحت الحماية الأمريكية، والوصاية الإسرائيلية، فهذا المحور يطلب منها زيادة إنتاجها للنفط، ليكون بديلًا للغاز الروسي، لكن هذا الأمر مستحيل! من دون موافقة روسيا، إلا إذا كانوا زاهدين ب( آرامكو )، فروسيا قادرة على إحالتها إلى التقاعد، خلال دقائق قليلة فقط.
هذا يعني إن خارطة العالم قد تغيرت، وتأثير الإستكبار إنتهى، ليعلوا اليوم صوت المقاومة ومحورها، الذي سيصبح خلال الأسابيع القادمة، مصدر قرار الكرة الأرضية، السياسي، والإقتصادي، والعسكري.
https://telegram.me/buratha