المقالات

ويطوفون حول الكعبة عراة..!


لمى يعرب محمد ||

 

كان من عادات العرب في الجاهلية يطوفون حول الكعبة عراة، يقسمون اليوم إلى نصفين الليل للنساء والنهار للرجال، ويسعون بين الصفا والمروة ويصعدون جبل عرفات، ثم يذبحون الذبائح وتلطخ جدران الكعبة بالدماء تقربا إلى الله، وكانت هذه العادات يرجع سببها لا اعتقادهم أنهم يكرهون أن يطوفوا في ثياب عصوا الله فيها، وان هذه الثياب قد دنستها المعاصي في زعمهم فيتجردون منها، وقيل أيضا أنهم كانوا يفعلون ذلك تفاؤلا بالتعري من الذنوب.

هذه الشبهة الدينية التي كانت العرب تتخذها قبل الإسلام، بمجرد تخيلهم الفكري إن هذا الطواف المقدس لا يجب أن يدنسه ولو خيطا من ثوب يكون ربما مشكوك بأمره، ويكون الحل لديهم "التعري"، ولكن عندما جاء الإسلام فند هذه العادات وكانت هناك آيات صريحة تدل على نبذها وتركها، إن هذا الادعاء والبدع الباطلة أثرت على المجتمع آنذاك وأصبحت نصوصا معتاد عليها، وجرت على عامة الناس وخاصتها.

لا تختصر لفظة "العري" على معناها اللغوي فقط  وهو عدم ستر الجسد، فهناك أنواع للعري: العري الفكري والعقلي والعري الأخلاقي والاجتماعي، ويجري هذا الابتلاء عندما يسود الجهل على الناس والمجتمعات البسيطة دون أي علم أو رؤيا واضحة.

يحكى إن أبا الشمقمق كان جالس على جسر بغداد يأكل وهو مستأنس بالأجواء اللطيفة جاءه شرطي وانتقده على جلوسه هذا، فقال له إن جلوسك هذا غير لائق هناك أناس كثيرة تمر من هنا وهذا عمل غير حسن، فقال أبو الشمقمق أتقصد هؤلاء الناس ؟!.. قال : نعم، قال أبو الشمقمق انظر ماذا سأفعل، صعد أبو الشمقمق على منصة وبدأ يصيح أيها الناس..أيها الناس، فتجمعت الناس وقد امتلأ الجسر بهم، قال أبو الشمقمق: حدثني فلان عن فلان عن فلان عن النبي(ص): أنه من يخرج لسانه فيبلغ أرنبة أنفه يدخل الجنة، فما بقي احد من الواقفين لم يخرج لسانه ليرى انه يدخل الجنة أم لا !!..

المهرجون الذين يتخذون من الطبقة الجماهيرية أداة لهذا العري، والذين هم بعيدون كل البعد عن السلوك الأدبي والأخلاقي بالتعامل مع هذه الطبقة، بغسل الأدمغة يهدفون إلى تحويل المجتمع  لمجتمع جاهل يركض وراء كل انحطاط فكري، فاقدين الشعور بالمسؤولية وخطر هذا الانحطاط نجني شؤمه يوميا في بلدنا وجديده القصف التركي على الشمال ..

يا أصحاب المعالي كفاكم تطوفون حول عراقكم عراة، لا حج الجاهلية يقبل منكم ولا حج الإسلام!!..

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك