نعيم الهاشمي الخفاجي ||
شاهدنا مقاطع فيديو بثتها الكثير من القوات الفضائية العراقية والعربية والعالمية تظهر قتل سياح عرب شيعة من ابناء الوسط والجنوب في دهوك من قبل الجيش التركي، لا نبرر لجريمة الجيش التركي في قصف تجمع يضم مايقارب ألف شخص لسياح عرب من ابناء الوسط والجنوب شيعة أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وجرح ٢٦ اخرين، العملية مدانة، سيادة العراق منتهكة، لاسلطة لحكومة بغداد على حدود الإقليم الكوردي، من يتحمل المسؤولية سلطات الإقليم الكوردي التي سمحت للسياح الاقتراب من مواقع الجيش التركي، المعروف بكل دول العالم يتم منع المواطنين الاقتراب من أماكن العمليات العسكرية، يفترض طرد كل المجاميع المسلحة من المعارضة التركية والايرانية والسورية من شمال العراق، يمنع جعل شمال العراق مقر لوجود منظمات تعمل ضد دول جوار العراق، ما الذي كسبناه من وجود قوات حزب العمال أو قوات حزب توده في شمال العراق سوى هجمات من تركيا وإيران في قصف أماكن تواجد المعارضين الأتراك والايرانيين.
من ساعد في أدخال حزب العمال الكردي الـ Pkk الى شمال العراق ودعمه بالمال والسلاح، هو من يتحمل نتيجة ما حدث ويحدث الآن من جرائم ضد الابرياء، إبن مشتت زار أردوغان وتقصد أردوغان أن يعدل له رباطه أمام عدسات التلفاز، وعندما سأل ابن مشتت عن ذلك قال أردوغان صديقي وعمل على تعديل ربطة عنقي، إذا كان صديقك اتكلم معه ليسحب قواته من الموصل ومناطق شمال العراق،من مهازل الدنيا تركيا تنفي جريمة دهوك، أنها من ألأمور المبكية المضحكة وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، أدلى بتصريحات فاقدة للضمير الإنساني والأخلاقي حيث صرح لوسائل الإعلام التركية الناطقة في اللغة العربية عبر قناة تي ار التركية العربية حيث قال أوغلو إن بلاده لم تنفذ أي هجمات تستهدف المدنيين في محافظة دهوك العراقية، وكالعادة قال على السلطات العراقية يجب ألا تسقط في هذا «الفخ»،
وان من نفذ الحادثة عناصر إرهابية وليست القوات التركية، وأضاف أن بلاده لن تطلب الإذن مطلقًا لشنّ هجمات في سوريا، وأوضح «يمكننا تبادل أفكار، لكننا لم ولن نطلب مطلقا إذنا لعملياتنا العسكرية ضد الإرهاب» لا يوجد شيء اسمه مجاميع إرهابية بالعراق وسوريا وإنما توجد عصابات تقاتل خدمة لمشاريع أردوغان والسعودية لفئات طائفية اخوانية وبعثية سنية، لولا التدخل الروسي لقامت تركيا بغزو سوريا من خلال دعم العصابات الاخوانية الوهابية، لذلك إردوغان يعي الحقيقة المرة أن تهديداته بشن عملية عسكرية تركية لايمكن أن تتحقق بظل وجود قوات روسية في سوريا، يحاول أردوغان الحصول على مكتسبات في سوريا من خلال روسيا تحت كذبة محاربة الإرهاب.
تصريحات أوغلو ضد بيانات صدرت من مسؤولين عراقيين ووسائل إعلام رسمية بأن تركيا هي التي نفذت الهجوم على منتجع جبلي في دهوك، وقال جاويش أوغلو لقناة «تي آر تي» الإخبارية الحكومية إن العمليات العسكرية التركية في العراق تستهدف دائماً حزب العمال الكردستاني المحظور، مضيفاً أن الهجوم على دهوك نفذه إرهابيون، وتابع، «التقارير التي تحمل تركيا مسؤولية الهجوم ما هي إلا محاولات من جانب حزب العمال الكردستاني لعرقلة جهود أنقرة في مكافحة الإرهاب».
كل المعطيات والدلائل على الأرض تقول وتؤكد أن العملية الجبانة التي وقعت في دهوك من تنفيذ جيش أردوغان ومحاولة إلصاق التهمة في حزب العمال كذبة كبرى لايصدقها سوى قطعان الحمير والبغال، بل أردوغان تربطه علاقات روحية مع القاعدة وداعش والنصرة….الخ.
على الصعيد العراقي قرر المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي مساء أمس الطلب من وزارة الخارجية باستدعاء سفير تركيا لدى العراق، للتنديد بالجريمة، على المستوى الشعبي قامت جماهير عراقية صدرية في إغلاق القنصلية التركية في كربلاء، من المؤسف وكما كان متوقع بعد القصف التركي، تم ترك أصل الموضوع وهو القصف الاجرامي التركي على سواح عراقيين ، وبدأت حملات المتصارعين في تبادل الاتهامات لبعضهم البعض الآخر، ويبقى الطرف التركي مرتاح واكيد تهدأ الامور ويكرر القصف، تركيا قواتها تقتل ابناء الشعب العراقي، وبسبب قصف تركيا للعراق تستعر الخلافات مابين ساسة الأحزاب العراقية وبالذات ساسة أحزاب المكون الأكبر، التركي في الحالتين رابح، بقتل العراقيين، واذكاء فتنة التنافر ما بين ساسة العراق وبالذات ساسة المكون الأكبر.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.