كوثر العزاوي ||
أقبلتُ بكلّي نحوك وفي القلب غزيرُ أنّاتٍ بلا صدى، لم تجدْ صاغٍ لها سوى من صاغها، هربت بكل تراكماتي حيث بين الحرمين، لأضمَّ صوتي صادحًا مع الحشود "سلام يامهدي" أهزوجة العهد والولاء، وفي كل شطر منها مبلغٌ من بلسمٍ يُبرِئ جُرحًا ويَجبرُ كسْرًا ، ومع حروفها خريطة عشقٍ على مدى مساحة الانتظار، أحيَت أملًا، وأثارت سرّا، وحقّقت انتصارًا، ومن جميل السِرّ أن لا يعرفُه إلا ربي!
وتصاعدت حناجر الصغار والكبار بالسلام، ترنيمة العشق والهيام! {معشوقي..إمام زماني.. محبوبي.. إمام زماني}..فأقرَّت بذلك صدقًا كل جوانحي والجوارح..فواقع العشق لايتعدّد ولو تعدّد لتبدّد، وتوالت على مسامعي، والروح محلِّقة في السماء، والعيون محدّقة، تقلّبُ الطَّرف لتغرق في جمال القباب، بين عنوان العشق، وعنوان الوفاء والفداء، ومابين الرمزين وهديل الحمائم وعبق البراعم، ونشيج الباكين وعبرة الصامتين، دقّت نواقيس الشوق.. مغرّدة..{من قلبي سلام.. يانور الوجود..ياعطر الورود}..
وتتلاحم المشاعر مع الذكريات والدموع في آماق الهائمين تلتمس مولاها {بيا علي صحنا خذنا..انّا على العهد }..
تسمّرت قدماي ولاسبيل للحركة،
وكأني بنور الله يتجَلى، وقد تراءى والحناجر ترسل النجوى..{لنا.. قم وَعُدْ لنا..متى يامولانا ترانا تلقانا}..
وينتهي بك الأسى وتغادرنا البَلوى
فنحن واللهِ واللهِ تائقون، ولسماعِ صوتك متلهفون، ولكَ محتاجون، بنفسي أنت أمنيّة شائق يتمنى من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنّا،
الصغار يهتفون بثقة الملائكة قائلين {انا صغير لكن.. أكبريُّ الوعي والإباء والولاء}..وانا هتفت بوَجَل: انا كبيرة ومذ كنت صغيرة.. زينبية الوعي والإباء والولاء، وفي أول الطريق سيدي غادرنا الأمان والسلام..وها أنا اليوم بعد أن مضى جلّ عمري بالصبر والانتظار..اقف مع الصغار وليس لي صغار..وكلّي أمل وثقة انك تراني وتنظر الى أخاديد وجهي التي حفرتها دموع الفقد والحرمان، لك ادعو بدموع الاشتياق والحاجة ياسيدي.. واقول مع الصغار والكبار {عهدًا منا..أن نصون القيَما.. عهدًا منّا..خلف نهج العلماء..حتى اللقاء نقتدي بالفقهاء في طريق الشهداء}..
وفي لحظة خُيّل لي أن ملائكة الله الحافّين بقبر سيد الشهداء قد مدّت اجنحتها برهة لتنظرنا بذهول!!
ما بالُكم؟ نحن هنا نبايع الأمل الذي ننتظر..ألا تَرونَ رحمةَ ربِّي كيف اصطفّت معنا؟!!
بَلَى سيِّدي؛ جِئنَاكَ والقلوبُ تَخفِق باسمك؛ تتسارعُ فيها الضَّربات لهفة ولوعة، وكأني بهمس صوتك يقرع مسامع قلوب كل هذه الجموع، سيما الصغار منهم لتقولَ لهم: أبشروا..أنا قائِمُ آلِ محمّد سآتيكم كما الوعدُ الإلهيّ، ومَعكُم باقٍ وسَأقيمُ دولةً لله على الحق والعَدْل تستوي، وسأنتقمُ ممَّنْ ظَلمَ آلَ بيتِ رسول الله وشيعتهم ومحبيهم!! وفيما انا أصغي، كادت السماء ترش زلال سحابها ليمتزج مع سيل دموع المحتشدين، فأحسست ببردها يغمر روحي، فاستفقتُ من هجعتي ولساني يردد سلام يامهدي..
يالبهاء طيفكَ سيدي ومولاي..
٢٣-ذوالحجة١٤٤٣هج
٢٣-٧-٢٠٢٢م