حازم أحمد فضالة ||
استعرض اليوم الحشد الشعبي في محافظة ديالى (معسكر الشهد أبو منتظر المحمداوي)، وربما أظهر أقل من (10%) من قدراته وإمكاناته؛ مع ذلك نقول لماذا الحشد الشعبي على الألسن الغربية؟
أليست أميركا الجيش الأول في العالم؟ وإسرائيل (فلسطين المحتلة) الجيش الذي لا يُقهَر؟ وتركيا الدولة ذات التاريخ العثماني الذي احتل المنطقة العربية أربعة قرون؟ وأوروبا وإمبراطورياتها الرومانية والإنجليزية… ؟
إجابةً عن ذلك نقدم قراءتنا وتحليلنا:
الميادين:
فيتنام، إيران، العراق، اليمن، سورية، لبنان، فلسطين، أوكرانيا.
القراءة:
1- خسرت أميركا في حرب فيتنام (1955-1975) أكثر من (50) ألف مقاتل أميركي (السقف البشري)، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسة لانسحابها، وهذا يسمى (سقف الدماء)؛ إذ وصلت أميركا إلى طاقتها القصوى في سقف بذل الدماء.
2- فقدت أميركا أهم عامل من عوامل النصر وهو: (التفويض الشعبي)، إذ بدأ الوضع الشعبي الداخلي الأميركي في حينها يتدهور، ولم يعد الشعب مستعدًا لتلقي أخبار قتل جنوده، وتمرَّدَ على العقيدة الأميركية في الدفاع عن الأمة الأميركية! ولم يعد يشتريها.
3- كان السقف الأميركي والغربي (حلفاء أميركا) لبذل الدماء (السقف البشري)؛ قد هبط عام (2003-2011) من (50) ألف في فيتنام، إلى (5000) آلاف في العراق؛ فقررت أميركا الخروج من العراق بعد أن بلغت هذا السقف!
4- خسرت إسرائيل قيمة (السقف الزمني، والسقف البشري - سقف الدماء) في حرب تموز (2006) في مواجهة حزب الله، إذ كان الزمن (34) يومًا لا أكثر، استُنزِفَت فيها إسرائيل كل سقوفها، وهذه الخسارة تمظهرت في معركة (سيف القدس أيار-2021) داخل فلسطين؛ إذ هُزِمَت إسرائيل هزيمةً شاملة: حكومةً ومستوطنين في (11) يومًا لا أكثر! فهبط لديها (السقف الزمني) من (34) يومًا في (2006)، إلى (11) يومًا في (2021)
التحليل:
1- خسر الجيش الأميركي والإسرائيلي، وجيوش الغرب؛ إستراتيجيا جيوشهم، وهبطت هبوطًا مدمِّرًا، وارتفعت في المقابل إستراتيجيا جيوش محور المقاومة بدءًا من الجمهورية الإسلامية.
2- خسرت جيوش الغرب وإسرائيل، اقتدار القوات البرية، إذ لم يعودوا يمتلكون القدرة على إنزال الجيوش البرية في الأرض؛ لحسم المعارك التي بدأُوها بالوكالة!
3- لم تستطِع القِوى: أميركا، إسرائيل، تركيا، الخليج؛ أن تدخل في اشتباك عسكري بجيوشها النظامية؛ لمواجهة الجيش السوري والحلفاء في سورية، وهي تقاتل الإرهاب الغربي - الوهابي منذ سنة (2011)! والأمر نفسه في اليمن التي نقلت الحرب إلى داخل الأرض السعودية، وكذلك في العراق في حربه مع الإرهاب الغربي - الوهابي (2014-2017)! وهذا ما يحدث مع أوكرانيا (قلب الجغرافيا الأوروبية) اليوم!
الحشد الشعبي:
1- الحشد الشعبي تنظيم عقائدي، أهدافه مرتبطة بدين الإسلام، والقرآن الكريم، والنبي الخاتم محمد وآله (صلى الله عليه وآله)، وهو يؤمن في القيم النابعة من هذه المفهومات العليا نحو: مؤسسة المرجعية الدينية، والحوزة العلمية، والعِمامة، والشعائر الحسينية… ومِن ثَمَّ يستمد قوته ووجوده من مصدر لا يمكن أن ينضب.
2- يتمتع الحشد الشعبي بحاضنة جماهيرية، وتفويض شعبي يضاهي أعلى ما يمكن أن تتمتع به قوة عقائدية عسكرية اليوم في العالم.
3- السقوف التي يتمتع بها الحشد الشعبي: السقف الزمني، والسقف البشري (بذل الدماء)؛ لا تتمتع بها قوة إلا ضمن محور المقاومة.
4- نجحت أغلب الفصائل التي انضمت اليوم للحشد الشعبي، في اقتدارها على القتال (البري) خارج الجغرافيا العراقية، متفوقةً في ذلك على جيوش الغرب المنكسرة في جغرافيتها نفسها! ومن هذه القوى: كتائب حزب الله، عصائب أهل الحق، حركة النجباء، كتائب سيد الشهداء، منظمة بدر… وغيرها.
5- يتمتع الحشد الشعبي بقوى ساندة، تمتاز بتشكيلاتها المتمرسة في المعارك الصعبة، وهي تنظيمات جيوش مصغرة متكاملة، تتمتع بقدرات عسكرية مختلفة، واستخبارية، وسيبرانية، وأسلحة جوية تكتيكية.
6- أظهر الحشد الشعبي في استعراض اليوم، اقتدارًا عاليًا في التسليح المختلف، من الدبابات T-72والدروع، وأجهزة الاتصالات، والراجمات، ومقاومة الدروع، والمُسيَّرات… وكذلك القيم الإسلامية نحو: الهتاف للمرجعية الدينية، حضور صورة الشهيد أبو مهدي المهندس (رضوان الله عليه وعلى الفريق سليماني ورفاقهم)… وغيرها من مظاهر الارتباط الوثيق بالإسلام والقيم الأصيلة.
مبارك للأمة الإسلامية ولمرجعياتنا الدينية، وللمستضعفين جميعًا؛ هذا الحشد الشعبي القوي الأصيل العقائدي.
الرحمة والرضوان لشهداء الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية ومحور المقاومة والهجوم، على رأسهم الفريق قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس والحاج عماد مغنية (رضوان الله عليهم جميعًا).