كوثر العزاوي ||
في وقت خيم الظلام على بلدي العراق. وأحاطت به الأخطار واشتعلت فيه الفتن ولوثت جرذان الإرهاب "داعش" تربة المقدسات، فأحالت بقاعها حمراء نازفة، وقد تكالب عليها من لايرقُبوا في الأبرياء إلًّا ولاذمّة! وفي غفلة من الزمن ترجّل رجالٌ عاهدوا الله فصدقوا، وبسم الله احتشدوا ولمرجعيتهم الرشيدة استجابوا، فكان الحشد الشعبي محشِّدًا قواه، تاركًا دنياه، موطّنًا نفسه على الجهاد والتضحية والاستعداد للموت في سبيل الله وحرمة التراب، فأماطَ عن العراق وأهله ظلام الكفر والإرهاب، بعد ان استلَّ من فتوى الجهاد المباركة سيف الذود عن حُرَم الله في كل جبل وسهلٍ، نائيًا بنفسه عن كل حدّ لما يسمى بالجغرافيا والعرق والمذهب وغير ذلك، فالانسانية كانت هي الواعية وهي الباعث على الفداء والتضحية لارتباط أهدافه بكتاب الله والعترة المطهرة، فهو يؤمن في القيم النابعة من هذه المفاهيم النبيلة التي تسدّدها المرجعية الدينية الرشيدة والحوزة العلمية، إذ تستمد هي الاخرى وجودها وقوتها من معين السماء الذي لاينضب، ومن هذا المنطلق،
تسابقتْ أَقدامُهم بمكارم الخُلُق والطاعة فجادوا بالنفس والنفيس،
فصار الحشدُ وجودًا عقائديا لامناص منه، بعد أن طهّر الأرض من الانجاس، وحرّر الإنسان من كمائن الأرجاس، فسجّل التاريخ انصع الصفحات الحافلة بالمواقف البطولية الطافحة بالمروءة والإقدام والنجدة.
وفي هذا اليوم البهيج إذ أثبت الحشد حقيقة أن تكون هنالك قوة عسكرية عقائدية تعرّف القضية المقدسة، كما تكشف العدو من الصديق أثناء حربه مع الإرهاب الغربي- الوهابي، وبعد تحقيق النصر وتطهير الأراضي المحتلة من قبل الجماعات التكفيرية في الداخل والخارج! وهاهم رجال الحشد يستعرضون أدوات قوتهم، وأبعاد قدراتهم وبكلّ مهابة على الصعيد العسكري الماديّ الظاهر، وعلى الصعيد المعنوي التي جسدته حناجر رجال الله بالهتاف للمرجعية الدينية، واستذكار قادتهم برفع صور شهداء قادة النصر حبًا ووفاءًا،
ليعرف العالَم أجمع، أنّ الحشد المقدس وليدُ عقيدة ومبدأ، لارتباطه الوثيق بالقيم الأصيلة! ولاغرو حينما يكون الحسين ونهجه الأصيل المقاوم هو الرمز والأسوة، كما لاعجب أن تكون أمريكا والبعث المقبور وحكام أنظمة الذل والتطبيع في الخليج أعداءًا للحشد للمقدس!! ولابد للعالم أن يتأمّل اليوم قبل أي يوم مضى، لماذا يخشى الاستكبار وأدواته من الحشد ويتربص به الدوائر بالتسقيط تارة وبالعنف والاعتداء تارة اخرى!!! أليس ذلك دليل على هيبة بأس الحشد وشكيمة بنيانهِ واقتداره على مستوى التسليح ومصادر الإسناد والقوة؟!!
﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾الأنفال ٦٠
٢٣-ذوالحجة١٤٤٣هج
٢٣-٧-٢٠٢٢م
https://telegram.me/buratha