يوسف الراشد ||
ان ما حدث من قبل المتظاهرين الذين توافدوا في ساحة التحرير ثم عبور جسر الجمهورية بتجاه بوابات الخضراء ثم اقتحام مقر البرلمان العراقي وبعض المرافق الحيوية بالفوضى وعدم امتلاك ابسط انواع التعبير عن الديمقراطية او ممارستها وانتهاك لابسط القيم الديمقراطية ولا يعد إصلاحا وطنيا .
وقد تنوعت اوجهه وانواع واقنعة هؤلاء المتظاهرين فمنهم وهم الكثرة يمثلون التيار الصدري وسرايا السلام والموالين لمقتدى الصدر وفئة اخرى من يؤيد مصطفى الكاظمي ويدفع بتصعيد الامور والفوضى لبقاء الحال على حاله وجهه اخرى تقودها الحركة التشرينية مدعومة من الداخل ومن خارج الحدود وكما حدث في عام 2019.
ان الهتافات التي كان يرددها المتظاهرون تندد بالانسداد السياسي والفساد المستشري وتطالب بالاصلاح وهذا هو مطلب كل الشعب العراقي وقد تحمل الاطار التنسيقي هذا العبا وهذه المسؤولية بعد انسحاب التيار الصدري وشرع بجمع الفرقاء السياسيين للعبور بهذه المرحلة وأكمل الخطوات العملية للبدء بتشكيل حكومة خدمة وطنية واتفقت بالإجماع على ترشيح شخصية وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة.
أن ما جرى من أحداث متسارعة وتحركات مشبوهة تحث على الفوضى واثارة الفتن والسماح للمتظاهرين بدخول واقتحام مجلس النواب والمؤسسات الدستورية والبعثات الدبلوماسية والاملاك العامة والخاصة وعدم قيام القوات المكلفة بحماية المنطقة المعنية بواجبها يثير الكثير من الشبهات والتساؤلات .
وعليه فإن على الحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة الدوائر الحكومية ومنتسبيها والبعثات الدبلوماسية والأملاك العامة والخاصة واتخاذ إلاجراءات الحازمة لحفظ الأمن والنظام ومنع الفوضى والممارسات غير القانونية .
ان رفض ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء من قبل المتظاهرين ونعته ووصفه باوصفاف ونعوت لاتليق بأبناء شعبنا العزيز والحكم عليه قبل ممارستة او استلامه لمهامه ومسؤولياته هو اجحاف بحقه وعلى الجميع التحلي بمزيد من الوعي والحذر من مكائد الأعداء والتصدي لأي فتنة يكون الشعب وقودا لنارها .
ان سيناريو اسقاط عادل عبد المهدي الذي تبنى الاتفاقية الصينية وطريق الحرير واكمال مشروع الفاو سيتكرر مع السيد محمد شياع السوداني الذي صرح قائلا بان اولى مهامه الوطنية هو انتشال العراق من وضعه الحالي والالتحاق بمشروع الحرير واحياء الاتفاق الصيني والتعاقد مع شركة سيمس الالمانية لتطوير الكهرباء .
ان تاريخ ونضال والساحة الواسعة التي يتمتع بها الصدريون وشهداءهم الذين سقطوا وهم يقاومون المحتل الامريكي ويقفون له بالند ويحملون هموم الشهيد الصدر( قدس الله روحه الطاهرة ) ويكونوا ممن يحفظ أمن وسلامة العراق ولن ينخدعوا بالمظاهر ويكونوا وقود الفتنة والفوضى التي يسعى لها اعداء العراق .
ملايين الموالين للتيار الصدري عليهم ان يكونوا مع ابناء العراق ويتحلوا باليقظة والانتباه وتفويت الفرصة على الذين يتصيدون بالماء العكر ليجعلوا من العراق حمام ودماء تنزف باقتتال شيعي شيعي والمستفيد الاول والاخير هو اعداء الاصلاح الذين لايريدون الخير والتقدم للعراق .
رسالة حب واحترام للسيد مقتدى الصدر الذي امر نوابه بالنسحاب من البرلمان ومن الحكومة ان يمد يده للاخوة في الاطار التنسيقي لتشكيل الحكومة والعبور بالعراق الى بر الامان وان لايكون المعرقل والمعطل لها فالعراق اليوم احوج الى التعاون والتظافر لتفويت الفرصة على الاعداء .