مازن الولائي ||
عندما تسمع بقصة الشمر وكيف كان ذلك المقاتل في صفين والجريح فيها يقاتل مع أمير المؤمنين عليه السلام جنبا إلى جنب تصيبك الرهبة والصدمة، عندما تعرف هو ذاته من حز نحر الحسين بن علي ابن ابي طالب عليه السلام، وهو من قطع اوداجه! والآن ضع الصورة أمامك وتأمل المشهد جيدا، كيف هو المشهد الأول؟ وكيف حصل الثاني الذي انتهى بالشمر يقطع رأس الحسين عليه السلام؟! ستجد أن ما ينقص الشمر "البصيرة" التي بها يختار أي المعسكرين صح!
لأنها "البصيرة" هي القائد الفاعل للعقل، فكم من عبقري واختصاص في علم ما تجده يقف مع القضايا المنحرفة، ويقبل بالزواج المثلي وتتم مراسيم زفافه على رجل! وغير ذلك من الانحرافات، ومنها مثلا الكثير من المسلمين آثر التطبيع مع إسرا.ئيل وغدر القضية المركزية الفلسطينية وراح بكل شهاداته والاختصاص لمعسكر أعداء الإسلام! نعم؛ أنها "البصيرة" حين يفقدها الشخص، وحين يجدها ويسمح لها بالتصرف، كما فعل ذلك المسؤول الذي جعجع جيشه لمحاصرة الحسين عليه السلام وفي لحظة بصيرة ورقي في قواعد الشريعة حول مسير ولائه نحو الحسين عليه السلام تاركا كل مناصب موعود بها وعقارات وامتيازات وغيرها وأخذ راحلته نحو الحسين الذي كانت الواسطة "البصيرة" بينهم وهو الحر الذي خلدته بصيرته ومعرفة الحق على شفاه الوجود أنشودة تتجدد كل صباح محرم.
من هنا يقول الولي الخامنائي المفدى "على أهمية البصيرة في مواجهة هذا الموقف وكرر ذكر هذه العبارة عشرات المرات في خطاباته وكلماته، وشرح لمضمون هذه البصيرة بأنها "بمثابة سراج يضيء الطريق في جنح الليل وبوصلة تقود الى المسار الصحيح للتحرك باتجاه الهدف في صحاري الحيرة" وقال في مجال آخر "ينبغي علينا أن نفتح أعيننا وألا نمر على الأحداث مرور الكرام كي نحقق البصيرة في ضوء التأمل والتدبر والتقييم الصحيح للأحداث والقضايا"
وذات البصيرة هي التي أخذ بمثل عملاق وعبقري العلم والفلسفة والمرجع ليقول هذا القول 《 يجب أن يكون واضحاً أيضاً أنّ مرجعيّة السيّد الخمينيّ الّتي جسّدت آمال الإسلام في إيران اليوم لا بدّ من الالتفاف حولها، والإخلاص لها، وحماية مصالحها والذوبان في وجودها العظيم بقدر ذوبانها في هدفها العظيم.. 》
الشهيد الصدر سنوات المحنة و أيام الحصار، ص:164
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..