المقالات

التظاهر ودخول الخضراء والبرلمان بين تداعيات الحاضر والنظر للمستقبل


محمد فخري المولى ||   الوطن الواحد والمصير الواحد فمن يؤمن بهذا المبدأ وّجب عليه ان يختار لغة المحبة والاخوة والتعقل وضبط النفس .  التظاهرات او الحراك الشعبي حق مكفول دستوريا مع الحفاظ على السلمية وارواح ابنائنا او اخوتنا من الطرفين لاننا ان تحدثنا من جهة عن المتظاهرين لكن هناك بالجهة الاخرى القوات الامنيه بمختلف مسمياتها والتي هدفها الاهم حماية المتظاهرين وكذلك الامن العام وامن الموقع الذي تحميه او المكلفة بحمايته .  بالعودة الى الاصل التظاهرات الاخيره ودخول المنطقه الخضراء والبرلمان ،  الحادثة ليست بجديده فدخول الخضراء كانت هناك حوادث مشابهة ، باوقات نجح الامر وبفترات اخرى انحرفت الاحداث الى غير المحمود من المواجهات ، الدخول هذه المره تزامنت مع احداث عديدة فقد سبقها بايام التظاهر والاحتكاك امام السفارة التركية نتيجة احداث دهوك واستشهاد عدد من المواطنين الابرياء ، أضافة الى المشكلة الكبرى التوافقية السياسية التي انتجت اداء حكومي متذبذب منذ الانتخابات الى اليوم .  اذن لا يخفى على احد ان هناك امتعاض شعبي من الاداء الحكومي الاداري والخدمي مع عدم وضوح رؤية للمستقبل نتيجة انعدام التخطيط الإستراتيجي الواقعي وليس التنظيري ككثير من الستراتيجيات او البرامج الانتخابية كالورقة البيضاء .  لنعود للأصل التظاهرات وبرمجتها المجتمعية وتداعيات المستقبل .  لا نختلف جميعا ان التظاهر حق مشروع لكنه بالتوازي ايضا نحن امام استحقاق تشكيل الحكومة وفق النظام البرلماني والتداول السلمي للسلطات ، قد نكون مع هذه الجهة او ضدها وقد نتمنى النجاح لجهة او الاخفاق لها ، لكن بالمحصلة النهائيه هناك أُطر دستورية وطريق سلمي مضينا به منذ ٢٠٠٥ الى اليوم وعلينا تقبل خياراتنا ونتائج صندوق الاقتراع سواء شاركنا بالانتخابات او قاطعناها او موقننين بصدقها او مشككين بحدوث تزوير وتحريف للنتائج ، هذا هو الطريق السلمي لتبادل السلطة وعلينا جميعا احترامه .    الرسالة الاهم بعد الرضا بالنهج الديمقراطي وسلمية تداول السلطة والتسليم بحق التظاهر ، علينا ان نتفق ونضع خطوط حمراء ان ( دماء ) أبنائنا المتظاهرين و ( دماء ) أبنائنا بالقوات الأمنية بكفة ومعيار واحد فلا نسمح الان او مستقبلا ببوصلة الاحداث ان تنزلق مثلما حدث بخريف ٢٠١٩ ، مما اضطر القادة الامنيين ان يكونوا بين المطرقة المتظاهرين والسندان العالم ينظر والسفارات والهيئات الدبلوماسية تراقب وضيوف العراق بمختلف اسباب قدومهم وفود رسمية ، عمل ومشاريع ، تجار ، رجال أعمال ، اقتصاد ، مال ، سياحه عامه او دينية سوف يتاهبون للرحيل والمغادره ، اضافة للوافدين والمغتربين سيلغون فكرة البقاء ببلدهم الذي يحلمون بالعودة اليه خشية الانزلاق للمحظور . سعادتنا بعودة وسلامة أبنائنا المتظاهرين والقوات الأمنية كببره لكننا عدنا بالملف الامني بخطوات للخلف .  العالم يسعى ويحث الخطى نحو الاستقرار ونحن ما زلنا نبعث برسائل سلبية عن الشان الداخلي وعن رؤيتنا للمستقبل ، بلد يتحكم به العقل الجمعي والانفعالات سيكون من الصعب التعامل معه اقليميا ودواليا .  كلمات يجب ان ننظر اليها بعناية لان العراق لن يبنى وتُحل اغلب معضلاته واهمها المالية والاقتصادية والتجارية بدون الاستثمار والشراكة مع المحيط الإقليمي الدولى . انظروا للمستقبل جيدا .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك