علاء طه الكعبي||
كل له طريقته الخاصة في ايصال الرسالة الحسينية، العاشورائية أيا كانوا من المذهب أو غير المذهب، اسلامي أو مدني، وبحسب نظرته لشخص الأمام الحسين، من يراه قائدا،ثوريا،ثائرا،مظلوما، مصلحا،ووو، وكل له قياسه الخاص لتلك الشخصية أو الواقعة، ولكن المشكلة تكمن في تسخير تلك الاوصاف لمصالحه الشخصية أو الحزبية.
ولعل البعض يلجأ إلى اكثر من ذلك، وهو تشبيه الاشخاص، بالحسين الشهيد، وجعل حركاته وتصرفاته وسلوكه، بالمقارنه معه بعلمه أو دون علمه، برضاه أو دون رضاه ، والمشكلة تكمن في السكوت عنهم بتلك المقارنة الباطلة.
لنترك كل ما قيل اعلاه وانما هي كانت للتذكير والتفكر، خذوها نصيحة.....
قبل ان ترفعوا الرايات، وقبل ان تلبسوا السواد وقبل ان تخدموا بمواكب سيد الشهداء وقبل اللطم على الصدور، وقبل تغيير صور البروفايل، غيروا من ضمائركم، ونفسياتكم، وقلوبكم، وعقولكم وانزعوا الحقد، والكره، والبغض، والنفاق، الذي بداخلكم وظن السوء وتهم اعراض الناس.. كونوا مثل اخلاق الحسين عليه السلام. عاشوراء ليس للمظاهر أما تكونوا حسينيون بكل شي او لاتكونوا لأن الحسين رسالة روحية قبل ان تكون جسدية.
الحسين لايحتاج لمن يبكي عليه، ويدعي النسب اليه .!!!، بل يحتاج لمن يمشي على خطاه.
نعم هي ليلة عشوراء، والتي ابتدأ فيها الأمام الحسين عليه السلام، بالنصيحة، لاعداءه وبعد: قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل:125.
لطالما كانت الكلمة طريق الإصلاح الأول وبها سلك الأنبياء والمرسلون إلى القلوب فحاوروا النفوس وتحدثوا إلى الضمائر وأقاموا الحجج والبراهين، حتى اهتدى إلى الحق خلق كثير، بل إن أولى الأوامر الإلهية للرسول الأكرم «اقْرَأ» وكذا فالرسول الأعظم دعا قومه ومن قاتله بالكلمة.
والكلمة الطيبة ابلغ من أي شيء آخر في الإصلاح الذي هو غاية الإمام عليه السلام من ثورته المباركة ويشهد لذلك وصيته المشهورة لأخيه ابن الحنفية، ومن هنا فان كلمات سيد الشهداء عليه السلام يوم عاشوراء توضح بل ترسم أمامنا خارطة طريق للاطلاع على الكثير من أمور النهضة المباركة لاسيما دعاءه الشريف وخطبتيه.
وختم الأمام الحسين عليه السلام بقوله :
قال عليه السلام: سبحان الله! بلى والله لقد فعلتم. ثمّ قال: أيّها النّاس، إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم إلى مأمن من الأرض. فقال له قَيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمّك ؟ فإنّهم لَن يروك إلاّ ما تُحبّ ولَن يصل إليك منهم مكروه.
فقال الحسين عليه السّلام: أنت أخو أخيكّ، أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل ؟ لا والله لا اُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد، عباد الله إنّي عذتُ بربّي وربّكم أنْ ترجمون، أعوذ بربّي وربّكم من كلّ متكبِّر لا يؤمن بيوم الحساب.
هذا هو الحسين عليه السلام، يفتتح كلامه، بالدعوة إلى الكلمة الطيبة، وانتهى كلامه عليه السلام ، فدعوني انصرف، والبداية والنهاية هو لم يطلب الحرب وليس من المريدين لها، ولم يهدد ، ولم يسب، ولم يقصي احدا، هذا هو الحسين ناصح، رحيم حتى بأعداءه، لا يظلم، ولا يبحث عن سلطة، ولا جاه، ولا يكون سبب بفتنة ولا شريك بدم قتل مسلم، ورضي أن يكون مظلوما، لا ظالم فانتصر.
كم هي كبيرة ، الاية الكريمة : "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ".
وكلام وكيل المرجعية، الشيخ الكربلائي: حافظوا على دمائكم ووحدة صفوفكم وابتعدوا عن التنازع والتناحر .
هذه هي الرسائل العاشورائية