ابتهال الموسوي ||
روي عن الامام الصادق (ع) انه اذا هل هلال عاشور اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (ع) والناس يأتون إليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين (ع) ويبكون وينوحون على مصاب الحسين(ع) فإذا فرغوا من البكاء يقول لهم: ايها الناس اعلموا ان الحسين (ع) حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (ع) دائما ينظر الى مكان مصرعه ومن حل فيه من الشهداء وينظر الى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو اعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده وأباه وأمه وأخاه ان يستغفروا للباكين عليه والمقيمين عزاؤه ويقول لو يعلم زائري والباكي علي لإنقلب الى اهله مسرورا وما يقوم من مجلسه الا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته امه.
وجاء شهر الحزن ونشرت الملائكة قميص الحسين عليه السلام مخرقا من ضرب السيوف والرماح روي عن مولانا الصادق عليه السلام انه قال:
"اذا هل هلال المحرم اول الشهر نشرت الملائكة ثوب الحسين عليه السلام وهو مخرق من ضرب السيوف وملطخ بالدماء فنراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر فتنفجر دموعنا".(ثمرات الأعواد: 36 ـ 37
تلك البصيرة الحسينية التي يتحدث عنها مولانا جعفر الصادق عليه السلام التي تجعل شيعة الحسين يرفعون راية الحسين في كل مكان وتتشح بيوتهم وثيابهم ومدنهم بالسواد وترى كبيرهم وصغيرهم ورجالهم ونسائهم مشغولين في مجالس الحسين وأحياء ذكره مؤمنين كل الإيمان ان من انشغل بالحسين في شهر الحسين انشغل الحسين بتعديل امره في كل الشهور يقينا، وكما قال روح الله السيد الخميني (قدس سره): (كل ما لدينا هو من شهر محرم الحرام)
فما عذر من تغافل عن ذكر الحسين عليه السلام في شهره بل ماعذر من حارب ذكر الحسين ونصب نفسه عالما بالأولى والأفضل ومحاولاً الهاء الناس عن حرمة هذا الشهر وعظمة من هتكت فيه حرمته وخضبت فيه شيبته، أمثال هؤلاء سيكون خصيمهم رسول الله وماهم الا أدوات لضرب الشعائر يحركها أعداء ال محمد يقال انه عندما سيطر الروس الشيوعيون علي طاجيكستان وجاءوا الى ستالين فرحين خاطبهم بقوله: (اقتلوا الحسين! اقتلوا كربلاء، لانه طالما بقيت كربلاء فمشكلتنا باقية لأنها مادامت موجودة فهي تصنع المزيد من الرجال..) ، وستظل كربلاء الحسين وشعائره ومجالسه تصنع الرجال، وكما للكعبة ربا يحميها فللحسين وشعائره ومجالسه وشيعته ربا يحميهم وكما قالت مولاتي زينب عليها السلام (فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين)