مازن الولائي ||
بما عرفناه عنك يا صاحب الزمان وما قرأناه أنك تنظر الآن بعين الأسف على ما يجري في جغرافيا العراق، وكيف أن الدماء قد تسفك بأي لحظة لتطرب لها قلوب النواصب وأعدائك ممن لا يردون لحظة ظهورك، ولا قدومك، لأن تلك لحظة عسيرة على أهل الدنيا، وأصحاب الشهوات، والفاسدين، والمنافقين ومن فقدوا البصيرة المنجية، نعم تأسف على إتباع كان يفترض اليوم هم منطلق لتحرير رقاب بقية الشيعة في العالم كله بما يمتلكون من قوة وأدوات لم يستفيد منها إلا عدوهم الذكي والذي صار يتحكم بالمشهد بدل وصاياك وشريعتك وما يرفع عنك الوحشة القاتلة التي تحيط بك منذ سنوات، رغم أنك ناظر بعين الرحمة والحذر وطالما قلت للمؤمنين بك والخلصين حقا 《 إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حم أجله، ويحمى عليه من أدرك أمله..》.
ولكن في ذات الوقت أردت منا الرقي في الحذر والتقوى والبصيرة لنعبر صغائر الأمور الواضحة ونترك لك الأمور التي لا قدرة لنا عليها، خاصة مع وضوح العدو وأهدافه! فهل هناك شك بما ينتظر وقوعه بين الإخوة الشيعة هو أمر سيفرح له أعداء المهدي، وتفرح له السفارة ودول الخليج الذين هم مشروع الكيان الصهيوني الغاصب اليوم؟! ابدأ القضية واضحة عند السوقة من الناس ولا تحتاج تجشم وبحث واستدلال بأن قتلة العلماء من اساطين الحوزة في النجف الاشرف والمؤمنين ومن اقتصصنا منهم وعلقناهم المشانق ثأرا لمراجعنا هم اليوم خلف هذه "الفتنة" التي تلوح بالافق! كم كنت تنظر منا بصيرة حصن لا يخترقه العدو ولا يضع بين الإخوة فتيل حرب سوف تزهق لها روحك وتزيد في وحشتك لأن بعضنا لم يرى عمق المخطط روي عنالإمام الصادق (عليه السلام): 《 إنما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين: عينان في الرأس، وعينان في القلب، ألا والخلائق كلهم كذلك إلا إن الله عز وجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم 》
وعنه (عليه السلام): 《 لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة، ولأظلهم الغمام، ولأشرقوا نهارا، ولأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم 》 ولكن!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..