رسول حسن نجم ||
الثورات في العالم كثيرة ومعقدة ولها أبعادها السياسية والدينية والاقتصادية و(الإستحواذية) للوصول الى دفة الحكم بمخطط داخلي او خارجي والتفاصيل في ذلك كثيرة لامجال لذكرها.
مايهمنا ثورة الامام الحسين عليه السلام ، لماذا خلدها التاريخ فأخذت هذا البعد الإنساني والعالمي؟ الجواب باختصار شديد هو :
اولا إن الحسين عليه السلام إمام معصوم مفترض الطاعة نص عليه النبي صلى الله عليه وآله وهو الحاكم الشرعي الفعلي (ماكان لله ينمو).
ثانيا إختزل عليه السلام حوالي الثمانية وخمسون عاما من عمره الشريف في يوم واحد وهو يوم عاشوراء الذي إستطاع من خلاله ان يجسد سنن الأنبياء والمرسلين وسنة خاتمهم جده المصطفى صلوات الله عليهم.
ثالثا وصل الظلم والجور مستوى تجاوز كل الحدود الشرعية، بل وصل الى جوهر الاسلام وشكّل انحرافا في العقيدة، مما يستتبع ذلك طمسه كليا، فكانت هذه التضحية العظيمة بالنفس والعيال والاصحاب (إن كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فياسيوف خذيني)
رابعا إن الحسين عليه السلام لم يكن في يوم من الايام جزءا أو مشاركا هو أو احد انصاره في السلطة الحاكمة في حينه (عدا الحر الرياحي رضوان الله عليه الذي انضم الى معسكر الامام الحسين لتشمله الرحمة الالهية في اللحظات الاخيرة) ، الامر الذي اعطى ثورته الاصالة والخلود الى قيام ولده بقية الله المهدي عجل الله فرجه ، الذي سيثور إن شاء الله تعالى على الظلم والفساد في كل العالم ، ليكمل مابدأه جده في كربلاء ، كربلاء البذرة التي زرعها الحسين عليه السلام والمسمار الذي غرزه في جسد الجور والظلم..