نور الجبوري ||
في هذه الايام الحزينة على قلوب شيعة امير المؤمنين ع , بل والله ان ايام الحزن هذه تشمل كل انسان سوي يعرف الحق , واليوم هو اليوم الذي يسمى يوم العباس ع سمعت قصة من احد الرواديد من الجمهورية السلامية الايرانية يرويها على المنبر الحسيني ليبين فضائل العباس ع , التي لم تقتصر على وفائه لأخيه الحسين ع بل لاحتنا هذه الفضائل نحن كذلك .
يقول ان زائر ايراني نقل له هذه القصة التي حدثت معه في احد السنوات السابقة وهو في كربلاء المقدسة يؤدي الزيارة الاربعينية , حيث يقول وانا في كربلاء قررت الذهاب الى زيارة مرقد العباس ع ثم بعد ذلك اتوجه الى الامام ابو عبدالله ع , وبينما ان اقف في الصحن العباسي والضريح امامي واذا بامرأة يبدو عليها انها من ارياف العراق اذا بها تقف بجانبي وتخاطب العباس ع بصورة مباشرة وخشنة ,وهي تقول يا رجل انا اعتمدت عليك ولك انظر الى حالي الان ماذا افعل .
يقول الزائر انا تألمت كثيرا لأنها تخاطب العباس ع بهذه الطريقة , فقلت لها يا اختي لماذا تكلمين العباس ع بهذه الطريقة , نظرت إلي وقالت انت لا تتدخل فهو يعرف ماذا فعل ,فقلت لها مع هذا لكن لا يجوز لك ان تتكلمي معه بهذه الطريقة , قالت ابتعد عني ولا تزيد في الامي , فقلت لها ماذا حدث واذا بها تنفجر بالبكاء .
قالت انا من احدى القرى التابعة لمحافظة البصرة , ولدينا عادة عندما يحين موعد زيارة الاربعين يقوم الرجال بنصب راية وسط القرية ايذانا ببدء السير الى كربلاء على هيئة موكب ,فانتظرت زوجي الى ان اتى من عمله وقت المغرب , فقلت له فالنذهب مع الموكب على عادة السنين الماضية لكن زوجي رفض ذلك لان لديه اعمال لا يستطيع تركها ,قلت له إذن دعني اذهب معهم , فقال لي وبناتك الاثنتين لمن تتركيهما قلت له سوف اخذهما معي لكنه رفض فقسمت عليه بالعباس ع ان يسمح لي بالذهاب وفعلا وافق على ذلك لاني اقسمت عليه بأبا الفضل ع .
اما الان فلمن اشكي همي وابنتاي ضائعتان منذ ثلاث ايام في هذا الازدحام العظيم ,والموكب الذين قدمت معهم قالوا لي اذهبي وابحثي عن بناتك لانهم يريدون الرجوع ,فقلن في نفسي ان وضعها صعب جدا .
تركتها وذهبت لاكمل زيارة العباس ع ثم توجهت لزيارة سيد الشهداء ع , وعند رجوعي اصبح لدي فضول ان اذهب الى حرم ابا الفضل ع لأرى ماذا فعلت تلك المرأة , وعند دخولي حرم قمر بني هاشم ع لاحظت عن بعد امرأة واقفة وهنالك طفلتنا تمسكان بطرف عباءتها , اول الامر اصابني الشك هل هي تلك المرأة ام لا, وكلما اقتربت منها تأكدت انها هي وعندما اقتربت منها على بعد عدة اقدام , ناديت من وراءها هل رأيتِ غيرة العباس ع ووفائه , عند ذلك نظرت لي وقالت تم غيرته اكبر مما تظن فبناتي هاتين كانتا من الصم ,ولكن فيما انا واقفة امام الضريح واذا بي ارى ابنتي الاثنين وهن يمسكن بطرفي عباءتي وينادين " يمه يمه ".
هذه المرأة التي جاءت من اقصى العراق كانت متأكدة ان العباس ع سيجيبها ويفك كربتها كما كشف الكرب عن وجه اخيه الحسين , كيف لا وهو ابا الفضل الذي ضحى بنفسه من اجل اخيه الحسين , هو الذي لم يستطع شرب الماء لان اخيه واطفاله عطاشى .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha