مازن الولائي ||
كربلاء الواقعية والمطلوب فهمها على نحو دقيق ليست هذه التي اخطأ في تشخيصها الكثير، والكثير وقع في الاشتباه عندما أراد توظيفها له أو لجماعته أو لمصالحه، أو كما فعل من اجرم عندما تصوّر وصور أن هوية الحسين عليه السلام عراقية! وأن الدين الذي يحمله الحسين عليه السلام هو بالضد من دين دولة الفقيه ومحور المقاومة، مسقطا عدم فهمه لمقام الحسين عليه السلام الذي أبحرت فيه عقول من العلم والورع والتقوى والبصيرة وعرفان وتحيرت فلاسفه، وهكذا أراد الكثير العزف على غير مراد المعصوم ذاته! الذي جاء ليرتفع بالعقول إلى مستويات لا تؤثر بها الجغرافيا ولانظرية مؤامرة ضيفة الأفق، والواقعية التي تناسب كربلاء هي ما مرت به قاعدة المعصوم المقدس 《 أنا سلم لمن لمن سالكم، وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم 》 . أرجع البصر هل ترى من توهم أو اشتباه؟!
وكربلاء الثورة لا تشبه حتى الكعبة المشرفة من حيث حدوها الجغرافية، بل تسمو لتكون البيت المعمور الذي لا هوية له تحده أو تشخصه، ليفتح به زيدا أو عمرا دكانا يعتاش به ما دامت البصيرة وفلسفة كربلاء وعمق أهدافها لا تعيها أبناء بلده أو جلدته. من هنا لابد من تطويق الفهم السقيم والخلط الناتج عن جهل محض وعدم ترك مسرح كربلاء بيد من لم يفهم معناها العميق والعميق جدا والمنقذ!
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..