علاء الزغابي ||
حلم البطولة في كل مجتمع ممزق بين الحق والباطل، ووعد بالانتصار في كل معركة بين الايمان والكفر، ينتقل من جيل الى جيل، ليس كتراث ودروس للانسانية فحسب، بل كعامل مساعد لضمير البشرية كلما عصفت به ازمة .
العباس عليه السلام بمفرده يمثل امبراطورية الخير، في مواجهه عدوه الذي كان يمثل امبراطورية الشر، كما كان الامام علي عليه السلام معجزة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، كان العباس عليه السلام معجزة والده، للعباس عليه السلام حضور يومي في حياة الملايين من الناس، وهو وسيلتهم في الحصول على الحوائج، وقدوتهم في البحث عن الغايات.
وعندما نذكر شهادة ابا الفضل العباس عليه السلام نستذكر مصاديق الشهادة والشهداء، عصام العلياوي استشهد وهو يذود عن اخيه القائد وسام العلياوي مقتديا بابي الفضل العباس عليه السلام فكان نعم الاخ المواسي لاخيه، دفاع اسطوري على باب اسعاف! امام وحوش مفترسة، وبذكر الامام العباس عليه السلام نستذكر سيف العباس الشهيد القائد مهدي الكناني الذي لم يهدأ له بال الا بعد ان احاط الامان بمرقد العقيلة زينب سلام الله عليها، مجاهد مؤمن متواضع كان كل همه الوصول الى مرتبة الشهداء التي نالها بفخر، وعندما كان العباس عليه السلام يلفظ اخر انفاسه الزاكيات، كانت عينه السليمة تلاحق قطرات الماء التي اريقت من القربة، واختلطت بدمائه الطاهرة، شهيدان قائدان عظيمان احدهما من البصرة والاخر من كرمان اختلطت دمائهما الزكية، توأمين لايكاد يذكر احدهما الاويذكر الاخر، لايرى احدهما في محل او في ساترالا ويرى الاخر بجانبه، كذلك حين استشهادهم، فقد اختلطت دمائهم الزكية، أبى ان يفارق احدهما الاخر حتى عند نيل الشهادة، وتمتد الصور مجسدة بطولات الامام العباس التي تنتقل عبر جميع الاجيال ليسجلها التاريخ .
وبتلك الشهادة المتميزة، تحولوا من اشخاص الى شواخص .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha