مازن الولائي ||
ليلة العاشر من محرم الحرام ١٤٤٤هجري
٢٠٢/٨/٩م
أشكال طالما يطرحه السطحيون والفارغون من فلسفة الحسين والبكاء عليه، وحجتهم الضعيفة في ذلك، أن الحسين عليه السلام مات شهيدا والشهداء في الجنة، وكيف نبكي على أمير في الجنان!؟ وهذا عميق هوة بين منهجين، منهج تمسك بالظاهر المدفوع بألف حجة، وبين منهج كانت أدواته الجوانح التي لن يخيب سهمها أو يطيش.
منهج يرى الشهداء في الجنان ولا ينبغي البكاء عليهم، وتناسى رواد هذا المنهج أن المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم بكى الحسين عليه السلام وهو الذي يقول: "الحسين سيد شباب أهل الجنة"، بل كان يسمع للنبي نحيبا عاليا، فهل يعي أصحاب هذا المنهج السطحي المغالطة التي يفندها بكاء المصطفى!؟
أما نظرتنا إلى كربلاء الفداء والتضحية والدم، أننا في كل ذكرى محرم ننقل مشاعرنا واحاسيسنا والجوانح إلى حيث ذلك الزمان الذي تكالبت على مثل الحسين عليه السلام ونتنفس بارواحنا ما جرى عليه وعلى عياله وأصحابه كما لو كانت ذات المأساة تتجسد أمام نواظرنا، ونشعر بها بكل عمق الألم والإحساس والفجيع، هذا عدى تلك الأهداف العليا التي شكلت ضمانة الإسلام المحمدي الأصيل النقي، وضمانة إستمرار الإسلام المصداق الأوحد للقرآن الكريم.. من هنا تنخرط أمة الشيعة في معسكر التهذيب والتدريب في كل محرم الحرام من كل عام ..
"البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه"
مقال آخر دمتم بنصر ..