تتكرر السقيفة وتتكرر الصراعات..!

   نعيم الهاشمي الخفاجي ||   الذي يقرأ التاريخ وبالذات التاريخ العربي الإسلامي يجد أن الحوادث والمؤامرات تتكرر والمتغير الوحيد هو الفارق الزمني، لدينا مثل شعبي يقول الكعكة من هذه العجينة، لايوجد عجب بتكرار الاخطاء والاحداث، وياسبحان الله اعتاد العرب والمسلمين على تكرر الحوادث على مرور الأزمنة، لدينا  يوميا كربلاء الحسين ع  ويوميا تتكرر السقيفة سقيفة بني ساعدة حتى بين أوساط مكوننا الشيعي.  التاريخ  لا يعيد نفسه لكن الحوادث تتشابه بشكل كبير جداً، من الأمور التاريخية التي قرأناها، حيث ذكرت كتب التاريخ، ذهب جيش المختار لقتال عبيد الله ابن زياد و قلوب كثير من الكوفيين تدعو لهم بالنصر على جيوش ابن مرجانة في الموصل و تكريت، وبفضل صمود المقاتلين الاشداء من أهالي الكوفة تحقق النصر بقتل ابن زياد وهزيمة عسكر أهل الشام، تحقق نصر عظيم، وتم قتل رؤوس قتلة الإمام الحسين ع وعمت الفرحة بقلوب جميع ضحايا الحكم الاموي، لكن بسبب الخلافات الشخصية وبسبب نفاذ الأعداء للحاضنة المجتمعية في الكوفة وبواسطة الإشاعات استطاع أنصار آل الزبير بنخر مجتمع الكوفة بعدة اشاعات و بحجة ان المختار جعل الأعاجم اسيادكم يا أهل الكوفة، اشاعات الغاية ارباك الجبهة الداخلية إلى المجتمع الكوفي، لم يكن الأعداء جهلة فهم يعون أهمية الدعاية الإعلامية وبهذه الإشاعات حول الزبيريون المختار، بنظر المغفلين والسذج من المجتمع الكوفي  من بطل الى أمير الأعاجم و كانت الهتافات التي يطلقها اسلافنا الكوفيون  تباً لحكومة الأعاجم، والذيول والولائيين مثل دعايات اليوم، عندما تم خداع أهل الكوفة بالدعات والاشاعات وسيطر الزبيريون على الكوفة ارتكبوا ابشع جرائم القتل بحق أهالي الكوفة ولم يميزوا بين كوفي وآخر، من ضمن جرائم قوات ابن الزبير بحق المجتمع الكوفي العراقي بعد انتصارهم في الحرب، قتل زوجة المختار عمرة بنت النعمان عن طريق قطع رأسها بدون شفقة لتكون بذلك أول امرأة في الإسلام يقطع رأسها، قاموا في أعدام ما بين 6000 إلى 7000 من المتبقين في قصر الكوفة ومناصري المختار بعد ان اعطوهم الأمان، بل الاعدامات طالت آلاف وإعداد هائلة  من سكان الكوفة لمعارضتهم سياسة القمع والابادة بحق آلاف الضحايا من المجتمع الكوفي الذين قتلهم ابن الزبير بسبب مناصرتهم إلى حكومة المختار، ابن الزبير أيضا قام في حرمان عوائل المعارضين حقوقهم من بيت المال في الكوفة. كان في استطاعة أهل الكوفة من أنصار المختار هزيمة قوات ابن الزبير لولا خلافاتهم الداخلية، أهل الكوفة هزموا الجيش الأموي والذي هو أقوى عدد وعدة من قوات ابن الزبير، لكن بسبب الاشاعات تفرق أصحاب المختار، بحيث مصعب ابن الزبير وجد له أنصار في المجتمع الكوفي في اسم محاربة الفرس وساعدوا مصعب ابن الزبير في محاصرة  قصر حكومة  الكوفة، فتم محاصرة المختار وأصحابه في القصر، مضاف لذلك اتصالات أهالي الكوفة في أبنائهم المحاصرين من جيش المختار واعطائهم الأمان وتخذيل غالبية الناس وزرع روح اليأس والاحباط والهزيمة، وصلت الحالة أن المختار وأصحابه لا يستطيعون الحصول  على الطعام والشراب إلاّ بحيلة، بل اضطر المختار وبعض أصحابه  يخرجون فيقاتلون قوات ابن الزبير  قتال  ضعيف، وحتى عندما يخرج المختار وانصاره لتطهير أحياء الكوفة من المتسللين من قوات ابن الزبير كان أهالي الكوفة يرمون المختار وانصاره الفرس بحد زعمهم بالحجارة من فوق البيوت، ويتم إلقاء  المياه الآسنة عليهم، قطعت المياه عن  المختار وأصحابه، ووصلت بهم الأمور عندما  يشربون من مياه  البئر ، يصبون  على المياه ما لديهم من بقايا عسل ، لتغير طعمه. ووسط مباركة المغفلين من المجتمع الكوفي ساندوا مصعب وعسكره من محاصرة القصر ودخوله، وقد ذكرت كتب التأريخ أن المختار خطب في  أصحابه وقال لهم،  ويحكم، إنّ الحصار لا يزيدكم إلاّ ضعفاً، فانزلوا بنا نقاتل لنقتل كراماً، والله ما أنا بآيس إن صدقتموهم أن ينصركم الله،  فتوقفوا عن قبول قوله فقال،  أما أنا فو الله لا أعطي بيدي. ثمّ أرسل إلى امرأته أم ثابت بنت سمرة بن جندب، فأرسلت إليه بطيب كثير، فاغتسل وتحنّط ، ووضع ذلك الطيب على رأسه ولحيته، ثمّ خرج في تسعة عشر رجلاً، فقال لهم،  أتؤمنونني وأخرج إليكم، فقالوا إليه جيش مصعب ابن الزبير، لا إلاّ على الحكم. فقال،  لا أحكّمكم في نفسي أبداً، فضارب بسيفه حتى قتل، ونزل أصحابه على الحكم فقتلوا، وأمر مصعب بكف المختار ، فقطعت ، ثمّ سمّرت بمسمار حديد إلى جنب حائط المسجد، ولم يزل على ذلك ، حتى قدم الحجاج بن يوسف، فنظر إليها فقال: ما هذه، فقالوا،  كف المختار، فأمر بنزعها. ولماّ قتل مصعب المختار ، ملك البصرة والكوفة، غير أنّه أقام بالكوفة ، ووجه المهلب على الموصل والجزيرة وأذربيجان وأرمينية، وأنّ مصعباً لقي عبد الله بن عمر، فقال له ابن عمر،  أنت القاتل سبعة آلاف من أهل القبلة في غداة واحدة، فقال مصعب، إنّهم كانوا كفرة سحرة، فقال ابن عمر،  والله لو قتلت عدتهم غنماً من تراث أبيك لكان ذلك سرفا، لاحظوا  كذب ، بل فرية مصعب بن الزبير في قوله : (إنّهم كانوا كفرة سحرة). رحم الله المختار يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً، ياسبحان الله متى يتعظ سفهاء مكوننا الشيعي العراقي من هذه الأحداث التي أصابت اسلافنا واجدادنا بسبب الانخداع بالاشاعات، ابن الزبير نجدي معادي إلى آل بيت رسول الله ص وشيعتهم وكذلك ابن سعود معادي إلى أئمة آل البيت ع وشيعتهم، لننظر كيف تم خداع أبنائنا في سبايكر وكيف كان نتيجة حكم أهالي تكريت بالذين تم خداعهم وخرجوا من تلقاء أنفسهم من قاعدة سبايكر وتم قتلهم بسبب كونهم شيعة من قتل في سبايكر ومدن وقرى تكريت والفتحة في قضاء بيجي حسب سجلات المفقودين في مطار المثنى بوقتها كان عددهم ٤٥٠٠ شاب شيعي عراقي. للتوضيح بين الفرق  بين الأمان والحكم ، هو أن  في الأوّل ضماناً أن لا يقتل ، وأمّا الحكم ، والمقصود به حكم مصعب بن الزبير أو من كان بأمر،  مردد بين أن يحكم ابن الزبير بقتله ، أو سجنه ، أو إذلاله ، أو أن يعفو عنه ، والعربي الحرّ يأبى الاستسلام لهذه الذلّة . للاسف تاريخنا مليء بالانشقاقات والتامر،   والسيف كان هو الحكم بين الخصوم  وليس هناك  اي مراعات لغضب  الله  تعالى وانتقامه من المجرمين وهذا ينطبق على حكام العراق وانصرافهم الى ملذاتهم  وحرصهم على الاستحواذ على كل شيء  دون اي مراعات لاي  ضوابط دينية او انسانية ، اما الوضع الان بالعراق وبين ساسة مكوننا الشيعي العراقي فهو لا يسر الصديق ويفرح العدو،  من المؤسف تحول الجهاد والنضال إلى صراع على المناصب بل وصلت الحالة بين  المتنافسين على الاستحواذ،  على السلطة لانه وبكل بساطة كصراع   بين  ديكين للاستحواذ على دجاجة  وامتلاكها ، وليس لبقية الناس اي ناقة او جمل، والمصيبة والكارثة  ان  العدو  لهم بالمرصاد،  وينتهز الفرص   ويتربص    بهم الدواىر ليقتل الجميع ، ويده قوية ومدعوم  اقليميا ودوليا ويضرب في اوقات مميتة،فليس لدينا الا ان ندعوا الله تعالى ان يعم السلام والامن  بين الجميع والله انه النفاق والارتداد عن دين الله الحق ،فمرض النفاق الذي استشرى في جسد الامه الاسلاميه من عهد الرسول الى يومنا هذا وما وصلت اليه من الخذلان والخنوع بسبب الكثير من المرجفين والخونه الذين يتكررون في كل زمان ومكان وهم يساقون بأمر الشيطان والهوى فتراهم دائماً معطلين للحق واهله وفيهم السواد الاعظم من الجهله والمنحرفين . من دبر انقلاب السقيفة تجرأ على رسول الله محمد ص وقال إن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله، وتجد أنصار مدبر انقلاب السقيفة يبررون رفضه إلى طلب الرسول محمد ص في كتابة وصية إلى الأمة لاتضل ابدا، لكن الانقلابيين رفضوا ذلك بحجة حرصهم على الإسلام والدين …….الخ، أيضا لدينا أحزاب كانت ولازالت تبكي على مؤسس الحزب الفلاني ويعدوه انسان عظيم …… وعندما اريد ترشيح نجل هذا المؤسس لتولي منصب سياسي ثار قادة حزب أبيه ورفضوا توليته بحجة حرصهم على الدين والمذهب وأن هذا الشخص ضعيف وأنه غير متدين ……الخ. أنا لست متحزب إسلامي لا من قريب ولا من بعيد، بل غالبية المتحزبين لهم رب بعبدونه غير الإله الذي يعبده الناس الغير متحزبين، فهم المتحزب للدين والأخلاق والقيم محصور ضمن أطر حزبية وليست ضمن الإطار والفضاء الإسلامي والإنساني المفتوح، اقولها وبمرارة وبصراحة مارايناه خلال السنوات ال١٩ سنة الماضية من تخاذل وجبن ونتنانة ومراعات بين ساسة المكون الشيعي العراقي كان بحق مصيبة وكارثة كبرى ابكت كل شيعي شريف مستقل غير متحزب، لقد تجرعنا المرارة والألم، رأينا ابشع صور الحقارة والنذالة متجسدة بشخصية الوزير والمسؤول والسياسي والموظف الشيعي العراقي في التعامل القذر مع ابناء جلدته، والله مارايته انا على المستوى الشخصي بتعامل الموظفين والمسؤولين الشيعة معي كان بقمة الانحطاط الأخلاقي وفقدان الضمير الانساني، ليس من المعقول نتوسل في موظف على حق هو لي، وليس من المعقول تسلم معاملة كاملة والموظف يبلغك والله المعاملة مفقودة، أو تجلب له كتاب من دائرة قبل لحظات يقول لك والله كتبت لهم كتاب صحة صدور، شر البلية مايضحك، لنضحك على أنفسنا ونشكر الله عز وجل اننا بقينا أحياء لنرى حكم هؤلاء السفهاء من ابناء جلدتنا الاذلاء …..الخ ساعد الله المواطن العراقي الشيعي الذي يعيش رغم أنفه في هذا البلد ويعيش الحرمان والذل والفقر، مستشفيات يفترض الطبيب الذي يعمل بالمستشفى لايحق له فتح عيادة خاصة، ولكم ياساسة كافي تخبط، جائتكم زيادة أسعار البترول كان الأجدر بكم تشترون لكل محافظة عراقية محطة توليد كهرباء ياغبران خاصة في ابناء كل محافظة كافي سرقات واخذ رشاوي، ياناس ببساطة رئيس الحكومة يطلب التعاقد من شركات صينية أو ألمانية في عمل محطات توليد كهرباء بكل محافظة عراقية، والكف عن شراء الكهرباء من دول الجوار، من العار السعودية تقوم في بناء محطة توليد في أراضيها مخصصة لتصدير الكهرباء للعراق وليس للشعب السعودي، لأن السعودية تتبع أسلوب في كل مدينة توجد بها محطة ديزل لتوليد  الكهرباء، نعم علينا ان نعترف بيئتنا بيئة جاهلة ساذجة بسيطة انتجت لنا ساسة جهلة وغالبية مجتمعية تهرول مع كل من هب ودب بل يدعمون حتى القوى التي تكفرهم وتدعم الإرهاب بذبحهم.   نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي  كاتب وصحفي عراقي مستقل. 15/8/2022